اسم الکتاب : إيران نظام وقيم المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 365
شعبكم
وغيرهم مارأيتم، ولاتظنّوا أن هذا غير ممكن فقد رأينا أنه ممكن وقد حصل)[1]
ثم
يذكر لهم وضع الشعب الإيراني سابقا، فيقول: (هل تظنون أن إيران كانت في السابق
هكذا؟ كلّا، لم تكن هكذا من قبل، فكم تحمّل هذا الشعب من الآلام وكم ضحّى من
الشبّان، وكم ضحّى هذا الشعب بكل شيئ وما يزال يضحّي، وما ذلك إلّا لأن هذا الشعب
قد وعى واستيقظ وتقدم خطوة من أجل الله فتفضل الله تبارك وتعالى عليه بعنايته) [2]
وهكذا
نرى الخميني في كل خطاباته يشجع العمال، ويرفع معنوياتهم، ويدعوهم إلى العمل
بإخلاص في خدمة بلادهم، ويخاطب في كل ذلك الإيمان في قلوبهم، ويضرب لهم الأمثال
على ذلك بما كان عليه رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، يقول:(لا بد أنكم سمعتم ما ورد عن الرسول الأكرم a من أنه قبل يد العامل، أي تلك اليد التي
أصبحت خشنة بسبب العمل، وهذه الحادثة تعكس مكان العامل على طول التاريخ، فالنبي
الأكرم الذي هو أعظم إنسان كامل، وهو أول أفراد الإنسان، تواضع للعامل بهذا الشكل،
وقبّل يده التي هي علامة للعمل، وقد قبّل باطن اليد لا ظهر اليد، وهذه ملاحظة مهمة
إذ أن آثار العمل تظهر في باطن اليد، وإنه يريد من ذلك أن يبين قيمة العمل لبني
الإنسان، ويقول للمسلمين بأن قيمة العمل تتجلى هناك حيث عمل العامل، وقد ظهرت
علامة بسبب العمل، وأنا أقبّل ذلك المكان لكي تدرك الشعوب الإسلامية والبشرية قيمة
هذا العمل)[3]
ويضرب
لهم مثلا آخر عن الإمام علي، فيقول: (كان الرجل الثاني في الإسلام وهو علي بن أبي
طالب عاملاً، أي كان يحفر بئراً ويستخرج منه الماء، كان عاملاً، وكان يعمل من أجل
إعاشة نفسه أيضاً، ورغم أنه قد حفر تلك الآبار بيده فإنه قد حمل في نفس اليوم بحسب