اسم الکتاب : إيران نظام وقيم المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 28
سمع
الإمام مثل هذا الكلام كثيراً، ولذلك فعندما كان أصحابه القليلون الصابرون
والصامدون المخلصون ينفد صبرهم وتتعبهم الشتائم، كانوا يأتون الإمام ليستلهموا منه
روحاً جديدة، فيقول لهم: عليكم بالاستمرار في عملكم ولا تنصتوا لهذه الأقوال. إنكم
مسؤولون، وواجبكم العمل وفقاً لمسؤوليتكم وتحمل الصعاب والشتائم بصدر رحب، من أجل
خلاص المسلمين، وعليكم أن لا تتركوا عملكم الصالح مهما قالوا لكم ومهما ضايقوكم؛
فلن يكون ذلك بمقدار يوم واحد من الصعاب التي تحملها الرسول a، فكان أصحابنا القليلون يعالجون قلة عددهم برفع عزائمهم، ويغادرون
الإمام بإرادة من حديد)[1]
وذكر
السيد أحمد كيف استقبل الكتاب في إيران، وموقف السلطات الحاكمة منه؛ فقال: (وفي
الوقت نفسه قام أصحاب الإمام الموجودون بالآلاف في حوزة قم العلمية بطبع هذه الكتب
وتوزيعها بكل قدرتهم، وحتى إن السيد لاجوردي مدعي عام طهران (سابقاً) باع الكراسات
التي تحتوي على هذه الدروس (دروس الإمام في الحكومة الإسلامية) في محلّه علناً،
واعتُقل بعد ذلك.. لقد انتشرت هذه الكتب بسرعة البرق في جميع الحوزات العلمية
والمحافل الدينية، وبذل المرحوم آية الله الرباني الشيرازي جهداً كبيراً في نشر
هذا الكتاب، وما أحسن ما أدى أنصار الإمام في إيران رسالتهم مع وجود التعذيب
والسجن والنفي)[2]
ويمكننا
اعتبار هذا الكتاب هو المصدر الأكبر الذي ضم أكثر الأدلة وأقواها على مشروعية
ولاية الفقيه، ولذلك كان له تأثيره كبيرا في الأوساط الإيرانية خصوصا، بل كان
السبب الأكبر في جعلها مستعدة لتقبل هذا النظام الجديد، وهو ما يرد بقوة على تلك
الأطروحات التي تصور قادة الثورة الإسلامية في إيران منقلبين على الشعب الذي وقف
معهم، ذلك أن أطروحاتهم واضحة من خلال هذا الكتاب وغيره من الكتب والبيانات التي