responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إيران نظام وقيم المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 260

ولست أدري كيف يفكر هؤلاء، وهل يريدون منهم، وهم في البيئة الشيعية أن يقتبسوا أقوال مالك والشافعي، ويواجهوا جمهورهم الملتف حولهم بما لا يعرفونه، ولا يتمذهبون بمذهبه؟

ثم ما الضرر في أن يذكر قادة الثورة الإسلامية في أحاديثهم واقتباساتهم أقوال الإمام علي والحسن والحسين وسائر الأئمة ومواقفهم، وهم محل إجماع من الأمة جميعا؛ فهل يعتبر ذكر مالك والشافعي إسلاما، بينما ذكر الإمام علي والحسن والحسين مجوسية وطائفية وتحيزا؟

لا يمكن أن نفسر هذه المواقف إلا بالجهل والأنانية والكبرياء، ذلك أن الصادق ينظر إلى القيم، ولا ينظر إلى ما يرتبط بها؛ فسواء أخذنا مبادئ الحكم الإسلامي، ومعانيه من كلمات الإمام علي، أو من كلمات غيره، المهم أن تكون هذه الكلمات متوافقة مع القرآن الكريم، ومع قيم الدين، التي هي محل اتفاق الأمة جميعا.

ولذلك كان العاقل هو الذي يسأل عن توفر القيم في القوانين وصلتها بالشريعة الإسلامية، ولا يسأل من أي كتاب اقتبست، ولا في أي مذهب وردت، ولهذا فإن ما نص عليه الدستور الإيراني من مراعاة المذهب الجعفري في تطبيق الشريعة، لا يعني إلا مراعاة البيئة التي ستطبق فيها الشريعة، مثلما هو حاصل في جميع البلاد الإسلامية التي تستند في أحوالها الشخصية إلى الشريعة، ثم تربطها بالمذهب السائد في البلد.

مع العلم أن إيران ـ كما سنرى ـ تترك للمناطق السنية فيها الحرية في أن تطبق المذاهب المرتبطة بها في فروع الشريعة، أما في القضايا المرتبطة بالحكم والسياسة والاقتصاد؛ فهي محل اتفاق الأمة، والخلاف فيها بسيط، لأنها أكثرها من النوازل العصرية.

بناء على هذا سنذكر هنا بعض مواقف قادة الثورة الإسلامية، ابتداء من الخميني الذي كان يتحدث باسم الإسلام، لا باسم الطائفة، بل يحذر كل حين من الإيمان بالطائفة وتقديمها

اسم الکتاب : إيران نظام وقيم المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 260
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست