اسم الکتاب : إيران نظام وقيم المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 181
ولو
طبقنا هذا الأمر لأجزنا لمن يشاء أن يروج المخدرات والخمور وغيرها أن يفعل ذلك، ثم
نطالب المجتمع بأن يتورع عن الشراء، أو أجزنا لمن شاء أن يضع شاشة في الشارع، ويضع
فيها ما يشاء له هواه من الانحرافات، ونطالب المجتمع بأن يغلق عينيه وأذنيه إذا مر
عليها.. وهذا لم يقل به أحد.
ولهذا؛
فإن القادة الإيرانيين لم ينظروا إلى اللباس وغيره من المظاهر باعتبارها حريات
شخصية، وإنما نظروا إليها باعتبارها اختراقا يحاول الغرب من خلاله أن يتسلل
للمجتمع لإفساده، وتيسير السيطرة عليه.
وقد
أشار إلى هذا المعنى الخميني في حوار له مع مذيعة لإحدى القنوات حينها ـ وكانت
كبيرة السن ـ حيث قالت له: (هل يعقل ان تخفي نفسها وراء هذا التشادور [العباءة
السوداء] المرأة التي شاركت في الثورة، وقتلت وعذبت وناضلت ودخلت السجون؟)
فأجابها
بقوله: (أولًا إن المرأة مخيرة في ارتداء التشادور وقد اختارته بصورة طوعية، ولا
يحق لك أن تسلبيهن هذا الاختيار، نحن إذا ما طلبنا من النساء الراغبات في ارتداء
التشادور أو الحجاب الإسلامي النزول إلى الشوارع، فسوف تخرج ثلاثة وثلاثون مليوناً
من خمسة وثلاثين مليون امرأة، فهل يحق لك الوقوف بوجههن؟ أي استبداد هذا الذي
تنسبينه الى النساء؟ .. ثانياً نحن لا نحدد حجاباً بعينه، كما أن النساء اللواتي
من عمرك، لا توجد أية حساسية بشأن حجابهن، ولكننا نتصدى للفتيات الشابات اللواتي
يستخدمن المكياج المفرط ويخرجن الى الشوارع متبرجات حيث يلاحقهن أفواج الشباب)[1]
وتمنينا
لو أن هؤلاء الذين ينكرون على إيران التزامها بهذه المظاهر الدينية المحافظة،
طبقوا ما ذكره الخميني، ولاحظوا أعداد الذين يطالبون بحقوقهم في التبرج والسفور،