هذا
مجرد مثال انتقيناه من الكثير من المقالات الإخبارية باعتباره أكثرها لطفا، في
مقابل مقالات إخبارية تصدر كل يوم، لتشوه الموقف الإيراني من المحاولات التي يقوم
بها الغرب في إطار الحرب الناعمة لصرف الإيرانيين عن دينهم وعن نظامهم وفقهائهم.
وقد
كان في إمكان هؤلاء الذين يرغبون فيما شاءوا من اللباس أو الغناء أو الرقص أو النرجيلة
أن يمارسوه في بيوتهم من غير أن يتدخل أحد لاعتقالهم أو مواجهتهم، ولكن الغرض ليس
هو التمتع بتلك المظاهر، وإنما الغرض هو مواجهة القيم التي تبناها المجتمع عبر
توليه للولي الفقيه، والقوانين التي يصدرها.
ولهذا تصر الكثير من القنوات
العربية ووسائل الإعلام على القيام بحملة إشهار مجانية لأولئك الأفراد المحدودين
الذين يتمردون على القوانين، ويصورون أن هؤلاء هم كافة الشعب الإيراني، وأن الشعب
الإيراني ضاق بتلك القوانين التي تحد من حريته.
وللرد
على هذه المغالطة نحب أن نذكر هنا الموقف الشرعي، بل العقلي والفطري من هذا الأمر،
وهو أن اللباس مع
كونه حقا شخصيا للإنسان لا يجوز التدخل فيه، لكنه إذا أثار فتنة في المجتمع، أو
ساهم في إفساده والإضرار به؛ فإنه حينها يخرج عن كونه حرية شخصية، بل يتحول إلى
قضية مرتبطة بالمجتمع، وحينها توضع القوانين التي تضبط ذلك، والتي نراها في قوانين
العالم جميعا.
ولا
يقال هنا بأن على أفراد المجتمع أن يغضوا أبصارهم، لأن ذلك مستحيل؛ فالمجتمع يحوي
جميع أصناف الناس، المتدينين وغيرهم، وفيه المراهقون والمنحرفون، ولا يصح أن يتحمل
المجتمع جميعا وزر امرأة ظهر لها أن تخرج سافرة بين الناس لتفتنهم.