اسم الکتاب : إيران نظام وقيم المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 155
المطلق البعيد عن كل القيم،
بخلاف وصف الجمهورية الذي يضمن المشاركة الشعبية، وفي نفس الوقت يضمن القيم
والمبادئ التي تقوم عليها الدولة، والتي تنطلق من هوية الشعب.
وحتى نفهم هذا المعنى جيدا، لابد
أن نفهم الفرق بين مصطلحي [الجمهورية]، و[الديمقراطية]، حيث أن الديمقراطية ـ
بمفهومها الغربي ـ تعني الحرية بمفهومها الواسع، والذي يعني ـ حسب تعريفاتهم لها ـ
(الانطلاق بلا قيد، والتحرر من كل ضابط، والتخلص من كل رقابة، حتى ولو كانت تلك
الرقابة نابعة من ذاته هو، من ضميره، فلتحطم وليحطم معها الضمير إن احتاج الأمر،
حتى لا يقف شيء في وجه استمتاعه بالحياة، وحتى لاتفسد عليه نشوة اللذة، ومعنى هذا
ترك الإنسان وشأنه يفعل ما يشاء ويترك ما يشاء، وهكذا بدون قيود ولا ضوابط، ولا
رقابة، وعلى المجتمع أن يسّلم بذلك الحق، وعلى الحكومة أن تحافظ على تلك الحرية
وتحميها، فلا دين يحكم النفوس، ويكبح جماحها، ولا أخلاق تهذب طباعها، وتوقظ
مشاعرها، وتثير فيها روح النخوة والغيرة والإباء، ولا مثل، ولا فضائل، تقاس على أساسها
الأعمال خيرها وشرها، ولا حياء يمنع ارتكاب الشطط، والمجاهرة بالمنكر[1].
على خلاف مفهوم الجمهورية، والذي
يعني الاعتراف بالمبادئ والقيم التي تقوم عليها الدولة، والتي لا يجوز لأحد أي كان
تجاوزها، حتى لو كانت أغلبية الشعب نفسها.
ولنفهم هذا جيدا نحتاج إلى التعرف
على أكبر حزبين في أمريكا: الحزب الديمقراطي، والحزب الجمهوري، والفرق بينهما، حيث
نجد الديمقراطيين
ليبراليين في فلسفتهم، يرون أن دور الحكومة هو إدارة شؤون الاقتصاد، وإتاحة الكثير
من الحريات، بخلاف الجمهوريين المحافظين في فلسفتهم، والذين يرون أن دور الحكومة
هو إدارة