responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إيران نظام وقيم المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 13

الفصل الأول

ولاية الفقيه.. والحكومة الإلهية

يتربع على عرش القيم والمبادئ التي تتحكم في نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية مبدأ [الحكومة الإلهية]، أو مبدأ [الحاكمية]، وهو المبدأ الذي ينص على أن الله تعالى هو الحكم بين عباده، وأن شريعته هي المرجع في كل القوانين التي تحكمهم في شؤونهم جميعا، ابتداء من حياتهم الشخصية، وانتهاء بحياتهم الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية، واعتبار الحياة بذلك كله معبدا لله، تؤدى فيه أوامره، مثلما تؤدى في الصلاة تماما، كما قال تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ﴾ [الأنعام: 162، 163]

وهذا، وإن كان من المتفق عليه بين المسلمين في الكثير من النواحي، لكنهم يختلفون اختلافا شديدا في تطبيقه في المجالات السياسية وما يرتبط بها، حيث نرى فريقا من المسلمين، أو أكثر فقهاء المسلمين عبر التاريخ، يرون أن ذلك يمكن أن يتحقق عن طريق الخلفاء والملوك والأمراء الذين قد يستشيرون الفقهاء، ويرجعون إليهم للتعرف على أحكام الشريعة في المسائل المختلفة، وبذلك تتحقق حاكمية الشريعة عبر تلك الاستشارات، التي يكون فيها الفقهاء وسائط للتعريف بمراد الله من عباده.

وهم يستدلون لذلك بالدول الكثيرة التي حكمت بلاد المسلمين ابتداء من الدولة الأموية، وانتهاء بالدولة العثمانية، والتي نرى نموذجا معاصرا لها في المملكة العربية السعودية، والتي شكلت هيئة كبار العلماء، واعتبرتها، واعتبرت مفتيها من المستشارين لدى الملوك والأمراء والسعوديين، وقد زكى الفقهاء ذلك، واعتبروا النظام السعودي بسببه نظاما

اسم الکتاب : إيران نظام وقيم المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 13
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست