اسم الکتاب : إيران دين وحضارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 60
بلا نظر إلى
الظاهر ضل وأضل عن الطريق المستقيم، ومن أخذ الظاهر وتمسك به للوصول إلى الحقائق،
ونظر إلى المرآة لرؤية جمال المحبوب فقد هدي إلى الصراط المستقيم، وتلا الكتاب حق
تلاوته)
وبناء على ذلك
ذكر المحاور الكبرى التي يدور حولها القرآن الكريم، وهي لا تختلف كثيرا عن تلك
المحاور التي ذكرها الغزالي، وأهمها دعوة القرآن (إلى معرفة الله، وبيان المعارف
الإلهية من الشئون الذاتية والأسمائية والصفاتية والأفعالية، وأهمها في هذا المقصد
توحيد الذات والأسماء والأفعال، وللتوحيد مدلولات اجتماعية وسياسية وسلوكية جمة
ينبغي استكشافها وتفعيلها، ومن يركز على التوحيد كمقصد أقصى لا ينبغي مطلقا تجميد
آثاره العملية في المجتمع والسياسة والاقتصاد وبقية مرافق الحياة)
وهكذا يسترسل في
ذكر جميع المقاصد القرآنية، ويجمع فيها بين الرؤية العرفانية الذوقية، والمنهج
العقلي الكلامي، والاستنباطات الفقهية.. لا يرى أن أي أحد منها يزاحم الآخر أو
يرفضه.
وبناء على ذلك قسم
التعامل مع القرآن الكريم إلى ثلاث مناطق، اثنتين منهما مقبولة، وهي (منطقة
التفسير)، التي يتحرى فيها المفسر الكشف عن مقاصد القرآن وبيانها وشرحها، فهذه هي
مهمة التفسير التي يضطلع بها المفسرون.. و(منطقة التفكير والتدبر) واستفادة
المعاني والعظات الأخلاقية والتربوية والإيمانية، وكذلك المفاهيم والدروس السياسية
والاجتماعية، ووعي السنن، وما شابه ذلك، وهذه منطقة واسعة تشمل لوازم الكلام
ومصاديق المفاهيم، ومراتب الحقائق والمعاني، وما قام عليه البرهان العقلي أو
العرفاني..
أما المنطقة الثالثة
المرفوضة فهي (منطقة التفسير بالرأي الممنوع)، بناء على ما ورد في الروايات من أن
(من فسر القرآن برأيه إن أصاب لم يؤجر، وإن أخطأ خر (هوى) أبعد من السماء)
اسم الکتاب : إيران دين وحضارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 60