اسم الکتاب : إيران دين وحضارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 418
أبعادها، ولتعلموا بأنّ التبعيّة
في بعض الأمور يعرِّض البلاد ـ رغم ظاهرها الخداع أو ما تحققه من منافع مؤقتة ـ
إلى كارثة مدمرة.. اسعوا لتحسين علاقاتكم مع الدول الإسلامية وإيقاظ قادتها وكونوا
دعاة للوحدة والاتحاد فالله معكم.. ليبادر العلماء الأعلام، والخطباء الموقرون في
الدول الإسلامية إلى دعوة الحكومات لتحرير أنفسها من التبعيّة للقوى الأجنبية
الكبرى، وليتفقوا مع شعوبهم فإنهم إذا فعلوا عانقوا النصر لا محالة، عليهم أيضاً
أن يدعوا الشعوب إلى الوحدة ونبذ العنصرية المخافة لتعاليم الإسلام، ومد يد الاخوة
إلى إخوانهم في الإيمان في أي بلد كانوا ومن أي عنصر فإن الإسلام يعدّ الجميع
اخوة، ولو أن هذه الاخوة تحققت يوماً ما بهمة الحكومات والشعوب وبتأييد الله
العلي، فسيظهر للعيان كيف أن المسلمين يشكلون أكبر قوة في العالم)[1]
وهكذا نرى الخامنئي يسير على نفس
الدرب في تقسيم العالم، يقول في ذلك: (إنكم لو نظرتم الآن إلى المشهد الجغرافي
لهذا العالم في تقسيماته وممارساته السياسية، لوجدتم على ماذا يستند أولئك الذين
يتصوَّرون امتلاكهم لكل شيء على هذه الأرض، والذين ينظرون باحتقار لكل الشعوب
ويسيطرون ظلماً وعدواناً على المصادر البشرية والمادية، وهم قوى الاستكبار، فعلى
ماذا يعتمد هؤلاء؟ إن أهم ما يعوّلون عليه هو الإيحاء للشعوب بأن قوتهم قوة لا منازع
لها) [2]
وهذا المظهر من مظاهر الانفتاح
ليس قاصرا على السياسة وحدها، بل إنه يتجاوزها إلى الانفتاح الثقافي والفكري وفي
المجالات المختلفة.
ونحب أن نذكر هنا نموذجا عن ذلك
من كلمات قائد الثورة الإسلامية الحالي نفسه، وكيف ينفتح على الثقافات بأنواعها
المختلفة، ولعل أكبر دليل على ذلك ترجمته لبعض