اسم الکتاب : إيران دين وحضارة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 310
ولكنهم مع ذلك أحسن حالا من
الذين لا يصلون أصلا، يقول في ذلك: (المصلي ـ ولو وفق أدني مراتب إقامة الصلاة ـ
هو خير من تاركها وأكثر تهذيبا.. راجعوا ملفات الجرائم، ولاحظوا نسبة مرتكبيها من
طلبة العلوم الدينية ونسبة غيرهم من مرتكبي جرائم السرقة وشراب الخمر وغيرها، هناك
في هذه الطائفة ـ المعممين ـ من تسلل إليهم ولا شك لكن هؤلاء ليسوا لا من هل
الصلاة ولاغيرها تستروا بهذه الظاهر لاستغلاله فقط، أما أهل الدعاء والعاملون
بشعائر الإسلام، فليست لهم ملفات جنائية مقارنة بالآخرين وإن كان هناك من شيء فهو
قليل جدا)[1]
ويبين أثر الدعاء الذي غاب عن
أذهان أولئك الذين دعوا إلى حرق كتب الأدعية، أو زهدوا فيها، قال: (للدعاء وأمثاله
دخل وتأثير في نظم هذا العالم، فلا ينبغي أن يختفي الدعاء من أوساط المجتمع، لا
ينبغي لشبابنا أن يعزفوا عن الدعاء، وليس من الصحيح الدعوة للعزوف عن الدعاء تحت
شعار الدعوة لعودة القرآن، فهذا يعني تضييع الطريق إلى القرآن، هذه من الوساوس
الشيطانية، فالشيطان يدعو إلى ترك الدعاء والحديث لفسح المجال للقرآن، يقول يجب
أخذ القرآن والإعراض عن الحديث، وأمثال هؤلاء لا يستطيعون الأخذ بالقرآن، فهذه من
وساوس الشيطان التي تخدع الإنسان)
[2]
ويدعو هؤلاء إلى النظر إلى
الواقع، ومن هو أكثر تأثيرا في المجتمع هل أولئك المتكاسلين الذين زعموا الاكتفاء
بالقرآن الكريم، أم الذين أخذوا الدين من جميع مصادره المقدسة، فيقول: (على هؤلاء
الشباب أن يلاحظوا هل أن الذين كانوا من أهل الحديث والذكر والدعاء خدموا المجتمع
أكثر، أم الذين لم يكونوا من أهل ذلك، وكانوا يزعمون (نحن أهل القرآن)، جميع هذه
الخيرات والمبررات التي ترونها وجميع هذه الأوقاف