responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 584

يقول الدكتور أحمد شلبي في كتابه (تاريخ التربية الإسلامية):(ومما يدعو للدهشة أن هذه المراحل الأربعة كانت موجودة ومتميزة في العصور الوسطى عند المسلمين)

ويذكر في تأييد ذلك ما كتبه ابن خلدون في المقدمة عن ضرورة التدرج في تلقين العلوم للمتعلم، حيث أن نظرية ابن خلدون عن مراحل التعليم عند المسلمين تقوم على أن تلقين العلوم إنما يكون مفيدا إذا كان التدرج شيئا فشيئا وقليلاً قليلاً، بحيث يلقي عليه المدرس:

أولا: مسائل من كل باب من الفن هي أصول ذلك الباب، ثم يشرحها له على سبيل الإجمال مراعيا قوة عقله واستعداده.

ثانيا: يرفعه في التلقين عن تلك الرتبة إلى أعلى منها ويستوفي الشرح والبيان ويخرج عن الإجمال إلى أن ينتهي إلى آخر الفن فتجود مَـلـَكَتِهِ.

ثالثا: ثم يرجع به وقد شدا فلا يترك عويصا ولا مغلقا إلا وضحه وفتح له مُقفلُه فيصل إلى المرحلة الرابعة وقد استولى على مَلَكَتِهِ في هذا الفن.

على أن المسلمين عرفوا في الواقع ما يشبه هذه المراحل التعليمية الثلاث، فقد وجد التعليم الابتدائي في الكتاب، حيث كان التلاميذ يتلقون مبادئ عامة يسيرة، وأما التعليم الذي يشبه التعليم في المرحلة الجامعية فقد وجد في دكاكين الوراقين ومنازل العلماء والصالونات الأدبية، أما المسجد فقد وجدت فيه المرحلتان الثانية والثالثة، إذ كان يعقد فيه حلقات يختلف مستواها، فمنها ما هو إلى الإجمال والوضوح أمْـيَل وهذه أقرب إلى التعليم الثانوي، ومنها ما هو أرفع مستوى وأكثر عمقا وهو ما يشبه التعليم الجامعي.

أما المرحلة الرابعة مرحلة الأبحاث والدراسات العليا فقد عرفها المسلمون دون

اسم الکتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 584
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست