اسم الکتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 583
علامات الصدق
الاستمرار، وقد قال a:(أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل)[1]
وهذا هو دأب
العلماء الفحول، قد روى صالح بن أحمد بن حنبل، قال: رأى رجل مع أبي محبرةً، فقال
له: يا أبا عبد الله، أنت قد بلغت هذا المبلغ، وأنت إمام المسلمين؟ يعني: ومعك
المحبرة تحملها؟! فقال:(مع المحبرة إلى المقبرة)[2]
وقال محمد بن
إسماعيل الصائغ: كنت في إحدى سفراتي ببغداد، فمر بنا أحمد بن حنبل وهو يعدو،
ونعلاه في يده، فأخذ أبي هكذا بمجامع ثوبه، فقال: يا أبا عبد الله، ألا تستحي؟ إلى
متى تعدو مع هؤلاء الصبيان؟ قال:(إلى الموت)[3]
ومن أبرز
علامات الاستمرار إكمال مراحل التعليم المختلفة، لأنه لا يصدق تحقق العلم إلا
بإكمالها.
وتنقسم مراحل
التعليم في عصرنا في أغلب الدول إلى أربعة أقسام هي:
1. التعليم الابتدائي.
2. التعليم الثانوي.
3. التعليم الجامعي.
4. البحث
والدراسات العليا.
وهذه المراحل
نفسها ـ تقريبا ـ هي المراحل التي كان معمولا بها في المنهج التعليمي في المجتمع
الإسلامي مع فارق بسيط ومهم، وهو خضوع هذه المراحل في المنهج الإسلامي للطاقات
المختلفة لا لما تعرضه المدارس الحديثة من قوانين قد ينصرف الكثير بموجبها في أول
مراحل تعليميهم.