responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 466

فم البئر؛ فخرجت فلم أر أحدا؛ فسمعت هاتفا يقول: كيف رأيت ثمرة التوكل؛ وأنشد:

نهاني حيائي منك أن أكشف الهوى

فأغنيتني بالعلم منك عن الكشف

تلطفت في أمري فأبديت شاهدي

إلى غائبي واللطف يدرك باللطف

تراءيت لي بالعلم حتى كأنما

تخبرني بالغيب أنك في كف

أراني وبي من هيبتي لك وحشة

فتؤنسني باللطف منك وبالعطف

وتحيي محبا أنت في الحب حتفه

وذا عجب كيف الحياة مع الحتف

فهذا التصرف، وإن كنا نرى عدم جوازه شرعا[1] إلا أن فيه فائدة، وهي ان الله تعالى يمن على من اكتفى به واستغنى به عن أي حاجة لخلقه، وهذه الكفاية قد تكون بالأسباب على ما تتطلبه الحكمة، وقد تكون من عالم القدرة المجردة، قال ابن العربي تعليقا على الموقف السابق: هذا رجل عاهد الله فوجد الوفاء على التمام والكمال، فاقتدوا به إن شاء الله تهتدوا[2].

الحض على العمل والتكسب:

وهو الأصل الثاني من أصول الاستغناء عن المجتمع، وقد يكون فرعا عما قبله أو نتيجة له، لأن من استغنى عن سؤال الناس لا بد أن يضطر للعمل والتكسب حتى يستغني بعمله عن سؤال الناس.

ولهذا دل a السائل الذي جاء يسأله الصدقة على العمل والكسب، فقد روي أن


[1] وقد أنكر أبو الفرج الجوزي هذا التصرف غاية الإنكار، فقال: سكوت هذا الرجل في هذا المقام على التوكل بزعمه إعانة على نفسه، وذلك لا يحل؛ ولو فهم معنى التوكل لعلم أنه لا ينافي استغاثته في تلك الحالة؛ كما لم يخرج رسول الله a من التوكل بإخفائه الخروج من مكة، واستئجاره دليلا، واستكتامه ذلك الأمر، واستتاره في الغار، وقوله لسراقة: (اخف عنا). فالتوكل الممدوح لا ينال بفعل محظور؛ وسكوت هذا الواقع في البئر محظور عليه. انظر: تلبيس إبليس، نقلا عن: القرطبي: 9/308.

[2] القرطبي: 9/308.

اسم الکتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 466
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست