responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 303

النعيم)

ومن الآثار المروية عن الأنبياء ـ صلوات الله وسلامه عليهم ـ في ذلك ما يروى أن الله تعالى أوحى إلى داود u:(يا داود حذر وانذر أصحابك أكل الشهوات، فإن القلوب المتعلقة بشهوات الدنيا عقولها عني محجوبة)، وقال عيسى u:(طوبى لمن ترك شهوة حاضرة لموعود غائب لم يره)، ويروى أن امرأة العزيز قالت ليوسف u، بعد أن ملك خزائن الأرض وقعدت له على رابـية الطريق في يوم موكبه وكان يركب في زهاء اثني عشر ألفاً من عظماء مملكته:(سبحان من جعل الملوك عبـيداً بالمعصية وجعل العبـيد ملوكاً بطاعتهم له. إن الحرص والشهوة صيرا الملوك عبـيداً وذلك جزاء المفسدين، وإن الصبر والتقوى صيرا العبـيد ملوكاً)، فقال يوسف u، كما أخبر الله تعالى عنه: ﴿ إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ﴾ (يوسف:90)

وهكذا الآثار الواردة عن السلف، فعن الإمام علي قال:(من اشتاق إلى الجنة سلا عن الشهوات في الدنيا)، وعن سفيان الثوري قال: ما عالجت شيئاً أشد عليَّ من نفسي مرة لي ومرة عليَّ، وكان أبو العباس الموصلي يقول لنفسه: يا نفس لا في الدنيا مع أبناء الملوك تتنعمين ولا في طلب الآخرة مع العباد تجتهدين كأني بك بـين الجنة والنار تحبسين، يا نفس ألا تستحين وقال الحسن: ما الدابة الجموح بأحوج إلى اللجام الشديد من نفسك، وقال رجل لعمر بن عبد العزيز : متى أتكلم؟ قال: إذا اشتهيت الصمت، قال: متى أصمت؟ قال: إذا اشتهيت الكلام، وكان مالك بن دينار يطوف في السوق فإذا رأى الشيء يشتهيه قال لنفسه: اصبري فوالله ما أمنعك إلا من كرامتك عليَّ.

ووصف يحيـى بن معاذ الرازي طريقا كاملا من طرق السلوك الأخلاقي، فقال:(جاهد نفسك بأسياف الرياضة. والرياضة على أربعة أوجه: القوت من الطعام، والغمض من المنام، والحاجة من الكلام، وحمل الأذى من جميع الأنام، فيتولد من قلة

اسم الکتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 303
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست