اسم الکتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 94
الفصل الثالث
القدوة
والأصل في هذا الأسلوب قوله تعالى:﴿ وَلَقَدْ
آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا
يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ﴾ (لقمان:12)،
فقد ذكر الله تعالى ما اتصف به لقمان u من الحكمة والإيمان
والخلق، ثم رتب عليه بعد ذلك موعظته لابنه، فقال تعالى:﴿ وَإِذْ
قَالَ لُقْمَانُ لاِبْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ
إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ)، وفي ذلك دليل على تقديم القدوة على الموعظة،
بل لا تؤتي الموعظة أكلها ما لم يصاحبها كون الواعظ قدوة حسنة، تصدق جوارحه ما
ينطق به لسانه.
والقدوة التي نريدها في هذا الأصل لا تقتصر على
الوالدين، بل تشمل كل من خولت له مسؤولية من المسؤوليات ترتبط بها تربية النشء،
وكمثال على ذلك مسؤولية الإعلام في إعطاء القدوة، (فالإعلام قد يقدم مثلا الفنان
على أنه قدوة، أو يقدم اللاعب على أنه قدوة، أو يقدم الوجيه والثري على أنه قدوة،
أو يقدم الشخصيات المرموقة اجتماعيا بغض النظر عن كفاءتها وبغض النظر عن موقعها في
دين الله عز وجل، وبغض النظر عن التزامها في السلوك والأخلاق)
وهذا التقديم له خطره في تصور الطفل للكمال الإنساني
الذي هو غاية كل إنسان صغيرا كان أو كبيرا، فلهذا لو سألنا المستهلكين لهذا
الإعلام من غير تمييز، بل لو أمسكنا أصغر طفل وسألناه: ماذا تتمنى أن تكون؟، فلن ينطق
إلا بأسماء أولئك الأشخاص الذين مدحهم المجتمع على لسان الإعلام وفرح لهم وعظمهم
ووقرهم وقدرهم، فلذلك ـ
اسم الکتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 94