اسم الکتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 76
ثانيا ـ
آداب الحوار
وهي السلوكيات التي يمارسها المتحاوران أثناء حوارهما،
لتجنب كل ما قد يؤدي إليه الحوار من أمراض نفسية من جهة، ولتحقيق أهداف الحوار من
جهة أخرى.
وهذه الآداب لا تعني مجالس المناظرات التي قد تعقد بين
مختصين وفي محال خاصة فقط، بل تشمل كل حوار بما فيه حوار الولد مع من يقوم بتربيته
وتوجيهه، وخاصة في المرحلة التي يبلغ فيها الولد ويشتد ويحتاج إلى أن يعامل كإنسان
كامل لا مجرد صبي صغير.
وقد حاولنا هنا أن نذكر أهم الآداب التي يؤدي سلوكها
إلى أفضل النتائج التربوية:
1 ـ الهدوء والبعد عن الانفعال
أول أدب من آداب الحوار الفعال الناجح هو الهدوء، فالحق
يبلغ ويصل إلى العقول كالنسيم العليل، لا كالريح العاصف.
ولهذا مارس نوح u وهو
يحاور ابنه هذا الهدوء في قمة درجاته، فخاطبه بالبنوة مع كونه كافرا معاندا، قال تعالى:﴿ وَنَادَى
نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلا تَكُنْ مَعَ
الْكَافِرِينَ﴾ (هود:42)
ومثله إبراهيم u الذي
كان يحاور أباه في منتهى الرقة، مقدما لكل كلمة يقولها ب ﴿ يَا أَبَتِ
﴾ قال تعالى على لسان إبراهيم u:﴿ يَا
أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئاً
يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي
أَهْدِكَ صِرَاطاً سَوِيّاً يَا أَبَتِ لا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ
الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيّاً يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ
يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيّاً﴾ (مريم:42
ـ 45)، قال الزمخشري:(انظر حين أراد أن ينصح أباه ويعظه فيما كان متورّطاً فيه من
الخطأ العظيم والارتكاب الشنيع الذي عصا
اسم الکتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 76