responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 70

على فعله، بل يجيبه إلى طلبه، وفي ذلك دليل على أن صاحب الحق لا يمنعه حقه من أن يستمع للطرف الآخر ويستميله، أو على الأقل يقيم عليه الحجة.

ومما يساعد على التحقق بهذا الوصف النفسي الأساسي في الحوار هو سعة الأفق التي تجعل صاحبها لا ينحصر في دائرة ضيفة لا يرى غيرها ولا يسلم بوجود غيرها.

ويدل على هذا، ويربي النفس عليه هو التأمل الإيماني في العوالم التي خلقها الله، فهي مختلفة اختلافا شديدا متباينا، فعالم النبات يختلف عن عالم الحيوان ويختلف عن الجماد، ثم إن كل عالم منها يختلف فيما بينه اختلافا شديدا:

فعالم الجماد فيه المائع والجامد والرطب واليابس والأبيض والأسود والصلب والهش والثقيل والخفيف والغالي والرخيص...

وعالم النبات فيه نبات زاحف وآخر متسلق ومنها ما هو طفيلي ومنها من يعتمد على نفسه، بل النوع الواحد من النبات تجد فيها عشرات الأنواع وهو مختلف في اللون والطعم والرائحة.

وهكذا نجد في كل الأشياء أن الأصل فيها هو الاختلاف والتنوع، بل إن الله تعالى يعتبر الاختلاف من دلائل قدرته وتوحيده، قال تعالى في ذكر الاختلاف في البشر:﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِلْعَالِمِينَ﴾ (الروم:22)

وقال عن الاختلاف في مظاهر الطبيعة الجامدة:﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ﴾ (فاطر:27)

وقال عن الاختلاف في مظاهر الطبيعة الحية:﴿ وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ

اسم الکتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 70
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست