responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 60
الفصل الثاني

الحوار

نريد بالحوار هنا ما هو أعم من الجدال، لأن الجدال هو المناقشة على سبيل المخاصمة، ومقابلة الحجة بالحجة، بينما الحوار ـ الذي نعنيه هنا ـ هو مراجعة الكلام بين طرفين أو أكثر دون اشتراط وجود خصومة بينهما، أو عدم خصومة.

ونحسب أن تقييد الجدال بقيد (التي هي أحسن)قد يكون مرادفا للحوار، لأن الجدل الذي يخلو من العناد والتعنت للرأي ـ كما ذكر تعالى في سورة المجادلة ـ حوار هادئ، قال تعالى:﴿ قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ﴾ (المجادلة:1)، فسمى الله تعالى مجادلة المرأة للرسول a ومجاوبته لها محاورة.

وبذلك يمكن أن يدخل الحوار في مضمون الطرق التي أمرنا الله تعالى بها في الدعوة إلى سبيله، قال تعالى:﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ﴾ (النحل:125)

والدليل على ذلك هو التعقيب على هذا الأسلوب بقوله تعالى:﴿ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴾ أي أن المحاور أو المجادل يقدم رأيه مدعما بما يراه من أدلة، ثم يترك الحرية للآخر بالاقتناع بقوله أو عدم الاقتناع.

والدليل الذي نعتمده هنا، مما له علاقة بهذا الجانب، هو ذلك الحوار الذي جرى بين نوح u وابنه، فهو حوار دعوي تربوي عميق يمكن جعله أنموذجا ساميا للحوار بين الأب وابنه أو بين الولد والمؤسسات لمكلفة بتوجيهه وتربيته.

اسم الکتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 60
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست