اسم الکتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 43
وبالمقابل فإن (الكلمة الخبيثة - كلمة الباطل -
لكالشجرة الخبيثة ؛ قد تهيج وتتعالى وتتشابك ؛ ويخيل إلى بعض الناس أنها أضخم من
الشجرة الطيبة وأقوى. ولكنها تظل نافشة هشة، وتظل جذورها في التربة قريبة حتى
لكأنها على وجه الأرض.. وما هي إلا فترة ثم تجتث من فوق الأرض، فلا قرار لها ولا
بقاء)[1]
ومن الأمثلة القرآنية التربوية هذا المثال الذي يصور
عاقبة الصدقة في سبيل الله، قال تعالى:﴿ مَثَلُ
الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ
أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ
يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ (البقرة:261)
فالله تعالى في هذه الآية يضرب مثلا لتضعيف الثواب لمن
أنفق في سبيله وابتغاء مرضاته، وأن الحسنة تضاعف بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، فجاء
بمثل يحوي القضية ودليلها، ليكون أكثر إقناعا وتأثيرا.
قال ابن كثير:(وهذا المثل أبلغ في النفوس من ذكر عدد
السبعمائة، فإن هذا فيه إشارة إلى أن الأعمال الصالحة ينميها اللّه عزّ وجلّ
لأصحابها، كما ينمي الزرع لمن بذره في الارض الطيبة)
ومثل ذلك في السنة المطهرة، فقد كان استعمال هذا
الأسلوب سنة من سنن رسول الله a في التعليم
والموعظة.
ومن الأمثال التي ذكرها رسول الله a والتي
يمكن استثمارها في التربية، ما روي أن رسول الله a قال:(ضرب
الله مثلاً صراطاً مستقيماً، وعلى جنبتي الصراط سوران فيهما أبواب مفتحة، وعلى
الأبواب ستور مرخاة، وعلى باب الصراط داع يقول: يا أيها الناس ادخلوا الصراط
جميعاً ولا تتفرجوا، وداع يدعو من جوف الصراط، فإذا أراد أن