اسم الکتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 41
:(إن القرآن نزل على خمسة أوجه: حلال، وحرام، ومحكم،
ومتشابه، وأمثال. فاعملوا بالحلال، واجتنبوا الحرام، واتبعوا المحكم، وآمنوا
بالمتشابه، واعتبروا بالأمثال)[1]
ومن الأمثال الواردة في القرآن الكريم المثل الوارد في
قوله تعالى:﴿ ضَرَبَ
اللَّهُ مَثَلاً عَبْداً مَمْلُوكاً لا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَنْ رَزَقْنَاهُ
مِنَّا رِزْقاً حَسَناً فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرّاً وَجَهْراً هَلْ يَسْتَوُونَ
الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ﴾ (النحل:75)، وهذا
المثل يشير إلى أمرين كلاهما قاله السلف من المفسرين:
أما الأول فهو أن هذا مثل ضربه اللّه للكافر والمؤمن،
فالعبد المملوك الذي لا يقدر على شيء مثل الكافر، والمرزوق الرزق الحسن فهو ينفق
منه سراً وجهراً هو المؤمن، وهو يشير إلى حرية المؤمن نتيجة عبوديته لله، وعبودية
الكافر لأهوائه نتيجة تحرره في تصوره من العبودية لله.
وأما الثاني، فهو كما قال مجاهد: هو مثل مضروب للوثن
وللحق تعالى، فهل يستوي هذا وهذا؟ وهو معنى ينشئ في المؤمن التحرر من ربقة
العبودية لغير الله.
فهذ المثال صور كلا المفهومين تصويرا حسيا بديعا، لا
يجادل أحد في صحته، وذلك ختم المثال بقوله تعالى:﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ
أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ ﴾