اسم الکتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 37
وهو ما نهى عنه القرآن الكريم، فالله تعالى بعد ذكره
لقصة اصحاب الكهف المملوءة بالعبر والمواعظ نهى عما وقعت فيه الأمم من البحث عن
التفاصيل التي لا تحوي أي قيمة تربوية، فقال تعالى:﴿ سَيَقُولُونَ
ثَلاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ
رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي
أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلا تُمَارِ فِيهِمْ
إِلَّا مِرَاءً ظَاهِراً وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَداً﴾ (الكهف:22)
وقد علق سيد قطب على هذه الآية بقوله:(فهذا الجدل حول
عدد الفتية لا طائل وراءه. وإنه ليستوي أن يكونوا ثلاثة أو خمسة أو سبعة، أو أكثر.
وأمرهم موكول إلى الله، وعلمهم عند الله. وعند القليلين الذين تثبتوا من الحادث
عند وقوعه أو من روايته الصحيحة. فلا ضرورة إذن للجدل الطويل حول عددهم. والعبرة
في أمرهم حاصلة بالقليل وبالكثير. لذلك يوجه القرآن الرسول a إلى
ترك الجدل في هذه القضية، وإلى عدم استفتاء أحد من المتجادلين في شأنهم. تمشيا مع
منهج الإسلام في صيانة الطاقة العقلية أن تبدد في غير ما يفيد. وفي ألا يقفو
المسلم ما ليس له به علم وثيق. وهذا الحادث الذي طواه الزمن هو من الغيب الموكول
إلى علم الله، فليترك إلى علم الله)[1]
ومع هذا النهي القرآني إلا أن نجد كتب التفسير مشحونة
في هذه القصة كما في غيرها بكثير من التفاصيل التي لامبرر للبحث فيها، ولا دليل
على صحتها[2].
[2]
وكمثال على ذلك هذه النصوص التي سيقت في تفسير كلب أهل الكهف: فقد أخرج ابن أبي
حاتم عن مجاهد في قوله: {وكلبهم} قال: اسم كلبهم قطمور، وأخرج عن الحسن قال: اسم
كلب أصحاب الكهف، قطمير، وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال: قلت لرجل من أهل
العلم: زعموا أن كلبهم كان أسدا، قال: لعمر الله ما كان أسدا، ولكنه كان كلبا أحمر
خرجوا به من بيوتهم يقال له، قطمور، وأخرج ابن أبي حاتم عن كثير النواء قال: كان
كلب أصحاب الكهف أصفر، وأخرج من طريق سفيان قال: قال رجل بالكوفة يقال له: عبيد
وكان لا يتهم بكذب، قال: رأيت كلب أصحاب الكهف أحمر كأنه كساء انبجاني، ومن طريق
جويبر، عن عبيد السواق قال: رأيت كلب أصحاب الكهف صغيرا، باسطا ذراعيه بفناء باب
الكهف، وهو يقول: هكذا يضرب بأذنيه، وأخرج عن عبد الله بن حميد المكي في قوله:
{وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد} قال: جعل رزقه في لحس ذراعيه.
اسم الکتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 37