اسم الکتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 31
للاعتبار والاتعاظ والاستفادة والتربية، ولهذا قال تعالى
مخاطبا رسول الله a:﴿ فَاقْصُصِ
الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾ (لأعراف:176)، وقال تعالى:﴿ نَحْنُ
نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ
وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ﴾ (يوسف:3)
وأخبر عن تأثير القصص في نفس المتلقي، فقال تعالى:﴿
وَكُلّاً نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ
﴾ (هود:120)، ففي هذه الآية الكريمة إخبار عن
نوع من أنواع تأثير القصص القرآني في النفس، وهو تثبيت المؤمن على دين الله، وأخذه
بالعزيمة في ذلك، فكأن الله تعالى يقول للرسول a:(كل
أخبار نقصها عليك من أنباء الرسل المتقدمين من قبلك مع أممهم، وكيف جرى لهم من
المحاجات والخصومات، وما احتمله الأنبياء من الكتذيب والأذى، وكيف نصر اللّه حزبه
المؤمنين وخذل أعداءه الكافرين، مما يثبت به قلبك ليكون لك بمن مضى من إخوانك من
المرسلين أسوة)
وسر ذلك أن القاص ينشئ في نفس المستمع حب تقمص شخصية
البطل، وهو ما يدعوه إلى التأسي به والاعتبار بمواقفه.
فمن يعجب مثلا بموقف إبراهيم u مع
قومه، وعدم خوفه من أذاهم، وتعرضه للفتن بسبب ذلك، يمتلئ إعجابا وحبا لإبراهيم u، وهو
ما يدعوه بتلقائية لأن يتقمص الأدوار التي أداها إبراهيم u تقمصا
لروح القصة لا لحقيقتها.
فقصة إبراهيم u مع
ابنه مثلا، وكيف هم بذبحه طاعة لله في ذلك ينشئ في نفس المؤمن الاستسلام المطلق
لله بغض الظر عن أن يكون ذلك بنفس الطريقة التي حصل بها إسلام إبراهيم u.
ولذلك، فإن أولى المصادر التي تستقى منها القصص، بل قد
نجد فيها الغنية هي كتاب الله تعالى وسنة رسوله a.
اسم الکتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 31