اسم الکتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 30
أحمد الذي ألف كتاباً في الزهد، ومثله ابن المبارك
وهناد ابن السري وغيرهما، وخصص الإمام البخاري كتاباً في صحيحه أسماه (الرقاق)، ومثله
الإمام مسلم الذي ضَمّن صحيحه كتاباً بعنوان (الزهد والرقائق)
وألف المتأخرون من العلماء في هذا كتابات فائقة الجودة
كالغزالي والشيخ عبد القادر الجيلاني وابن الجوزي، وابن القيم، وابن رجب، وغيرهم
كثير.
ولكن الأمر آل في العصور المتأخرة إلى وعاظ همهم جمع
الغريب من القول بلا تمحيص ولا تحقيق ولا نظر إلى غاية القول وفائدته، وقد ذكر ابن
الجوزي (أن الوعاظ كانوا في قديم الزمان علماء فقهاء... ثم خسّت هذه الصناعة،
فتعرض لها الجهال، فبَعُد عن الحضور عندهم المميزون من الناس، وتعلق بهم العوام
والنساء، فلم يتشاغلوا بالعلم وأقبلوا على القصص، وما يعجب الجهلة، وتنوعت البدع
في هذا الفن)[1]
بل إن هذا حصل في العصور الأول، فتعرض له السلف بالنهي
والإنكار، وسنعرض لذلك في محله من هذا المبحث.
انطلاقا من هذا، سنحاول ـ هنا ـ أن نذكر بعض مصادر
الموعظة المؤثرة، والتي قد لا تحتاج إلى تكلف الرجوع إلى المصادر المختلفة في هذا
الباب، بل يكفي فيها ما ورد في القرآن الكريم، وما صح من السنة المطهرة.
1 ـ القصة
فالموعظة قد تكون قصة يحكيها الأب أو المربي، فيملأ
المستمعين بمعناها، ويربيهم بأنواع العبر منها.
ولذلك شكلت القصص جزءا كبيرا من القرآن الكريم،
باعتبارها محلا هاما