responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 21

السآمة علينا)[1]

أما طول الموعظة، فقد كان من سنة رسول الله a قصر الموعظة، ففي الحديث أن رسول الله a كان لا يطيل الموعظة يوم الجمعة، وفي حديث آخر:(إن النبي a كان يحدث حديثاً لو عدّه العادّ لأحصاه)[2]

4 ـ الموازنة بين التبشير والإنذار

ونريد بهذا أن لا يغلب الواعظ أحد الأسلوبين على الآخر، بل يمزج بينهما، كما قال تعالى:﴿ نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ﴾ (الحجر:49 ـ 50)، وقال تعالى:﴿ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ﴾ (لأعراف:156)، وقال تعالى:﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ﴾ (ابراهيم:7)

وهو منهج القرآن الكريم في الجمع بين ذكر الجنة والنار، والمؤمنين والكافرين، والمتقين والعصاة، وهكذا.

بل إن رسول الله a وهو المربي الأكبر وصف بأنه بشير ونذير، قال تعالى:﴿ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ﴾ (البقرة:119)، وقال تعالى:﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ﴾ (سـبأ:28)، وقال تعالى على لسان رسوله a:﴿ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ (لأعراف:188)، وقال تعالى:﴿ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ﴾ (هود:2)

فلذلك كان من التزام المربي بسنة رسول الله a في التربية المزج بين هاتين الناحيتين، لأن كلاهما يخاطب النفس البشرية من زاوية من زواياها، وقد كان بعض


[1] رواه البخاري.

[2] رواه مسلم.

اسم الکتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 21
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست