أما طول الموعظة، فقد كان من سنة رسول الله a قصر
الموعظة، ففي الحديث أن رسول الله a كان لا يطيل
الموعظة يوم الجمعة، وفي حديث آخر:(إن النبي a كان يحدث
حديثاً لو عدّه العادّ لأحصاه)[2]
4 ـ الموازنة بين التبشير
والإنذار
ونريد بهذا أن لا يغلب الواعظ أحد الأسلوبين على الآخر،
بل يمزج بينهما، كما قال تعالى:﴿ نَبِّئْ
عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ
الْأَلِيمُ﴾ (الحجر:49 ـ 50)، وقال تعالى:﴿ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ
مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ﴾ (لأعراف:156)، وقال تعالى:﴿
وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ
كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ﴾ (ابراهيم:7)
وهو منهج القرآن الكريم في الجمع بين ذكر الجنة والنار،
والمؤمنين والكافرين، والمتقين والعصاة، وهكذا.
بل إن رسول الله a وهو
المربي الأكبر وصف بأنه بشير ونذير، قال تعالى:﴿ إِنَّا
أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ﴾
(البقرة:119)، وقال تعالى:﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ
بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ﴾ (سـبأ:28)،
وقال تعالى على لسان رسوله a:﴿ إِنْ
أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ (لأعراف:188)، وقال تعالى:﴿
أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ﴾
(هود:2)
فلذلك كان من التزام المربي بسنة رسول الله a في
التربية المزج بين هاتين الناحيتين، لأن كلاهما يخاطب النفس البشرية من زاوية من
زواياها، وقد كان بعض