اسم الکتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 204
الرفق في شيء إلا زانه:
وقد أخبر a أن (اللَّه رفيق
يحب الرفق في الأمر كله)[1]،
وأخبر أن (اللَّه رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا
يعطي على ما سواه)[2] وأن (الرفق
لا يكون إلا في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه)[3]،
وأخبر a أن (من يحرم الرفق يحرم الخير كله)[4]
فالرفق هو الأساس النفسي والسلوكي الذي يمنع اللسان من
المسارعة إلى فاحش القول أو غليظه.
والرفق لا يكون إلا في النفوس اللينة السهلة، لا النفوس
الشديدة القاسية، عن ابن مسعود عن رَسُول اللَّهِ a قال:(ألا
أخبركم بمن يحرم على النار أو بمن تحرم عليه النار؟ تحرم على كل قريب هين لين سهل)[5]
ولهذا كان a ـ وهو خير البشر
ـ أيسر الناس والينهم وأسهلهم، عن عائشة قالت: ما خير رَسُول اللَّهِ a بين
أمرين قط إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثماً، فإن كان إثماً كان أبعد الناس منه، وما
انتقم رَسُول اللَّهِ a لنفسه في شيء قط
إلا أن تنتهك حرمة اللَّه فينتقم لله تعالى)[6]
فالرفيق الهين المهتدي بهدي رسول الله a يستغل
الأحداث والمواقف مهما كان عنفها ليوجه من خلالها من يربيه للتربية الصحية
السليمة، لا الذي يشفي غيظه بسبه