اسم الکتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 203
في النفس، ومن ذلك قوله a في
عبد الله بن عمر :(نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل)، قالت حفصة: فكان
بعدُ لا ينام إلا قليلاً[1].
ومثل ذلك ما روي عن أبي الدرداء قال: كنا مع النبي a فشخص
ببصره إلى السماء ثم قال:(هذا أوان يختلس فيه العلم من الناس حتى لا يقدروا منه
على شيء)، فقال زياد بن لبيد الأنصاري: كيف يختلس منا وقد قرأنا القرآن! فوالله
لنقرأنه ولنقرئنه نساءنا وأبناءنا، فقال a:(ثكلتك
أمك[2] يا زياد أن كنت
لأعدك من فقهاء المدينة هذه التوراة والإنجيل عند اليهود والنصارى فماذا تغني عنهم)[3]
وقريب من هذا ما روي عن ميمونة بنت الحارث أنها أعتقت
وليدة في زمان رسول الله a، فذكرت ذلك لرسول
الله a فقال:(لو أعطيتها أخوالك كان أعظم لأجرك)،
فالنبي a أقر معروفها، ولكنه دلها على الكمال.
وغير ذلك من البدائل الكثيرة التي يمتلئ بها الهدي
النبوي، وقد قال أنس بن مالك: (خدمت رسول الله a عشر
سنين لا والله ما سبني سب قط، ولا قال لي: أف قط، ولا قال لشيء فعلته لم فعلته؟
ولا لشيء لم أفعله لم لا فعلته)[4]
وفي رواية:(خدمت رسول الله a عشر
سنين، فلا والله ما قال لي لشيء صنعته لم صنعته؟ ولا لشيء لم أصنعه ألا صنعته؟ ولا
لامني، فإن لامني بعض أهله قال: دعه، وما قدر فهو كائن أو ما قضي فهو كائن)
وأساس هذه البدائل كلها هو الاهتداء بسنة رسول الله a في
الرفق، فما كان