اسم الکتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 17
ويروي غيره أنه رأى مكتوبا في سقف البيت:﴿ وَلا
تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً﴾ (الاسراء:32)،
ويروون عن ابن عباس:(بدت كف مكتوب عليها:﴿ وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ﴾
(الانفطار:10)، وقيل: نودي يا يوسف! أنت مكتوب في ديوان الأنبياء وتعمل عمل
السفهاء؟! وقيل: رأى صورة يعقوب على الجدران عاضا على أنملته يتوعده فسكن، وخرجت
شهوته من أنامله؛ وقيل: حل سراويله فتمثل له يعقوب، وقال له: يا يوسف! فولى هاربا،
وقيل: مثل له يعقوب فضرب صدره فخرجت شهوته من أنامله.
2 ـ الإقناع
ونريد به أن يحاول الواعظ ـ سواء كان والدا أو غيره ـ
أن يقنع الولد بالقضية التي يطرحها بحيث يتقبلها عن رضى وقناعة لا عن حياء وتقليد.
وهذا أسلوب قرآني في عرض جميع القضايا سواء كانت من باب
العقائد أو السلوك، ولذلك فإن مجرد الرجوع إلى القرآن الكريم كاف في استنباط
الكثير من أساليب الإقناع الذي يخاطب العقل مباشرة دون تكلف أو عناء.
ففي العقائد مثلا يكتفي القرآن الكريم بتوجيه النظر إلى
خلق الله للتعرف من خلاله على الله وعلى مراده من خلقه وعلى المصير الذي ينتظر
خلقه، وسنرى بعض الأمثلة على ذلك في محلها من الجزء التالي.
وفي السلوك يبين الله تعالى علل الأحكام وأسبابها
ومنافعها ومضارها، ليقبل عليها الفاعل عن بينة وقناعة، فالله تعالى مثلا يقول في
تقرير حرمة الخمر والميسر والأنصاب والأزلام:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ
مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ (المائدة:90)،
فبدأ الحكم الشرعي لهذه النكرات، مع تنفير النفس منها باعتبارها رجسا.
اسم الکتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 17