responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 168

الله عز وجل. قال رسول الله: (إِنَّ الصَّدَقَةَ تَقَعُ بِـيَدِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَبْلَ أَنْ تَقَعَ فِي يَدِ السَّائِلِ)، فليتحقق أنه مسلم إلى الله عز وجل حقه، والفقير آخذ من الله تعالى رزقه بعد صيرورته إلى الله عز وجل)[1]

وضرب مثالا مقررا لهذا المعنى الجليل بمن كان عليه دين لإنسان فأحال به إلى خادمه الذي هو متكفل برزقه، فإنه لو كان اعتقاد مؤدي الدين كون القابض تحت منته كان ذلك منه سفهاً وجهلاً، فإن المحسن إليه هو المتكفل برزقه.

والذي يزيل هذا الداء النفسي الباعث على حب تعقيب الخلق الإحسان بالشكر هو تجريد المعاملة مع الله من العلاقات، قال الغزالي يعبر عن تجريد الصدقات:(وكيفما كان فلا معاملة بـينه وبـين الفقير حين يرى نفسه محسناً إليه)

أما الأذى، وهو النوع الثاني الذي يعقب به المراءون أعمالهم، فظاهره ـ كما يعبر الغزالي ـ التوبـيخ والتعيـير، وتخشين الكلام، وتقطيب الوجه، وهتك الستر بالإظهار وفنون الاستخفاف.

أما باطنه وهو الأساس والمنبع، فأمران:

أحدهما: كراهيته لرفع اليد عن المال وشدّة ذلك على نفسه فإنّ ذلك يضيق الخلق لا محالة.

والثاني: رؤيته أنه خير من الفقير، وأن الفقير لسبب حاجته أخس منه.

ولأجل التحصن بحصن الإخلاص وردت النصوص باستحباب إسرار الأعمال، فقال تعالى:﴿ إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ (البقرة:271)، فقد أخبر تعالى أن


[1] إحياء علوم الدين: 1/216.

اسم الکتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 168
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست