responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 153

أ ـ عدم التقول على الله بغير علم:

ذلك لأن من التقول على الله الجزم بحصول الأجر من غير أن يكون هناك مصدر معصوم يتلقى منه علم ذلك، ولهذا نص العلماء على أنه لا يقطع لمعّين بالجنة، إلا الذي نص الشارع على تعيينهم.

بل إن القرآن الكريم أرشد إلى أدب ترك هذا الأمر لمشيئة الله، فقال تعالى مخاطبا رسوله a يأمره أن يقول:﴿ قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ﴾ (الاحقاف:9)

وقد جاء في الحديث الشريف ما يدل على النهي عن الجزم بمثل هذا بغير علم، فعن أم العلاء - وكانت بايعت رسول اللّه a قالت:(طار لهم في السكنى حين اقترعت الأنصار على سكنى المهاجرين عثمان بن مظعون ، فاشتكى عثمان فمرَّضناه حتى إذا توفي أدرجناه في أثوابه، فدخل علينا رسول اللّه a، فقلت:(رحمة اللّه عليك أبا السائب شهادتي عليك، لقد أكرمك اللّه تعالى، فقال رسول اللّه a:(وما يدريك أن اللّه تعالى أكرمه؟)، فقلت:(لا أدري بأبي أنت وأمي)، فقال رسول اللّه a:(أما هو فقد جاءه اليقين من ربه وأني لأرجو له الخير، واللّه ما أدري وأنا رسول اللّه ما يفعل بي)، قالت، فقلت:(واللّه لا أزكي أحداً بعده أبداً)، وأحزنني ذلك، فنمت فرأيت لعثمان عيناً تجري، فجئت إلى رسول اللّه a، فأخبرته بذلك، فقال رسول اللّه a:(ذاك عمله)[1]، وفي لفظ:(ما أدري وأنا رسول اللّه ما يفعل به)

بل إنه a، وهو رسول الله أخبر أنه لا يعلم أقواما من أمته بل من أصحابه يوم القيامة، قال a:(ليُذادَنَّ أقوام من أمتي حوضي أعرفهم ويعرفوني ويؤخذ بهم جهة النار، فأقول: أصحابي أصحابي. فيقال: ليسوا أصحابك إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك.


[1] رواه البخاري.

اسم الکتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 153
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست