اسم الکتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 152
وكان هذا الحافز هو الذي يستعمله رسول الله a في
الترغيب في الأعمال الصالحة، كما قال a في الترغيب في شد
العزم على العمل الصالح:(من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل ألا أن سلعة الله غالية
ألا إن سلعة الله الجنة)[1]
ولهذا انتشرت قيمة جزاء الله في الجيل الذي رباه رسول
الله a، فلم يكن سؤالهم إلا عن هذا الجزاء
العظيم، لا عن الجزاء الدنيوي المحدود، بل سرى هذا إلى الأعراب ـ مع ما كان فيهم
من جفاء وغلظة ـ جاء أعرابي إلى رسول الله a فقال:(ما
ثمن الجنة ؟)، فقال a:(لا إله إلا الله)[2]، وجاء
أعرابي آخر إلى رسول الله a فقال:(يا رسول
دلني على عمل إذا عملته دخلت الجنة)، فقال:(تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم
الصلاة وتؤتي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان)، فقال:(والذي نفسي بيده لا أزيد على
هذا شيئا أبدا ولا أنقص منه)، فلما ولى قال a:(من
سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا)[3]
وجاء النعمان بن قوقل إلى رسول الله a فقال:(يا
رسول الله، أرأيت إذا صليت المكتوبة وحرمت الحرام وأحللت الحلال أدخل الجنة)، فقال
النبي a: (نعم)
انطلاقا من هذه النصوص الكثيرة
الدالة على استعمال رسول الله a لهذا الأسلوب
ومدى تأثيره، فإنا نحب أن ننبه هنا إلى بعض الضوابط التي تحمي هذا الأسلوب من أن
يخرج به عن هدفه الذي وضع من أجله إلى أهداف لم يردها الشارع.
ومن هذه الضوابط وأهمها:
[1]
رواه الترمذي كتاب صفة القيامة رقم (2452)وقال هذا حديث حسن غريب في سنده أبو فروة
وهو ضعيف وأخرجه الحاكم. وقال صحيح لكن نوزع. تحفة الأحوذي (7/146).