اسم الکتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 138
الْمُتَوَكِّلِينَ)(آل عمران:159)، فقد نزلت هذه الآية
بعد غزوة أحد، وكأنها تقول لرسول الله a:(استمر على
مشاورتهم ، ففيها خير وبركة، وإن جاءت النتيجة في إحدى المرات على غير ما تحب، فالعبرة
بالعاقبة)
وتروي كتب السيرة والسنن الكثيرة من مشاورات رسول الله a
لأصحابه، ومن ذلك أنه شاورهم في غزوة بدر، قبل القتال، وفى أثنائه، وبعده. ولم
يدخل المعركة إلا بعد أن اطمأن إلى رضا جمهورهم.
وشاورهم في أحد ـ كما ذكرنا ـ فنزل عن رأيه إلى رأى
الأكثرية التي رأت الخروج إلى القوم، لا القتال داخل المدينة.
وشاورهم في الخندق، وهم أن يصالح غطفان على شئ من ثمار
المدينة، ليعزلهم عن قريش، وأبى ممثلو الأنصار ذلك، فوقف عند رأيهم.
وفى الحديبية شاور أم سلمة في امتناع أصحابه عن التحلل
من إحرامهم بعد الصلح، فقد عز عليهم ذلك بعد نية العمرة. فأشارت عليه أم سلمة أن
يخرج إليهم، ويتحلل من إحرامه أمامهم دون أن يتكلم، فما أن رأوه فعل ذلك، حتى
بادروا إلى الاقتداء به.
والقرآن الكريم ينبه إلى غياب هذا المبدأ عن أذهان
المشركين، ولذلك كانت طاعتهم العمياء لأعرافهم حجابا لهم عن اتباع الحق الذي جاء
به رسول الله a، قال تعالى:﴿ وَإِذَا
قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا
أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً
وَلا يَهْتَدُونَ ﴾ (البقرة:170)
الحق
لا الرجال:
فالقدوة الصالح هو من يربي النشء على حب الحق واحترامه
أكثر من حبهم له واحترامه، بل يعلمهم أن محبتهم للحق هي عين محبتهم له.
اسم الکتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 138