اسم الکتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 126
فقد وصف الله تعالى سليمان u بالتبسم لا بالضحك، فقال تعالى:﴿ فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً مِنْ
قَوْلِهَا﴾ (النمل:19)
قال الماوردي يبين السلبيات التربوية لكثرة
الضحك:(أما الضحك فإن اعتياده شاغل عن النظر في الأمور المهمة، مُذْهِبٌ عن الفكر
في النوائب الملمة، وليس لمن أكثر منه هيبة ولا وقار، ولا لمن وُسِمَ به خطر ولا
مقدار)
ولهذا كان من سنة الرسول a القدوة الأول هو التبسم لا الضحك، قالت
عائشة :(ما رأيت رسول الله a مستجمعاً ضاحكاً قطّ حتى أرى منه لهواته[1]، وإنما كان
يتبسم)
قال ابن حجر بعد أن استعرض عدداً من الأحاديث المتعلقة بالتبسم والضحك[2]:(والذي يظهر
من مجموع الأحاديث أنه a كان لا يزيد في معظم أحواله عن التبسم،
وربما زاد على ذلك فضحك ؛ والمكروه في ذلك إنما هو الإكثار منه أو الإفراط ؛ لأنه
يُذهب الوقار)[3]
ومع هذا، فإن الإكثار من التبسم، كان أيضا من هديه a، لأن التبسم دليل على النفس المطمئنة الهادئة المستقرة البشوشة، بخلاف
العبوس، قال عبد الله بن الحارث بن جزء :(ما رأيت أحداً أكثر تبسماً من رسول الله a)
بل أمر a بالتبسم، بل رفع قدره إلى مستوى الصدقة
فقال:(تبسمك في وجه أخيك لك صدقة)[4]
[1]
اللهوات: جمع لهاة وهي اللحمة التي بأعلى الحنجرة من أقصى الفم يعني: ما يكون
ضاحكاً تاماً مقبلاً بكليته على الضحك، بحيث تبدو اللهاة التي في آخر الفم.
[2]
ثم ذكر في الباب تسعة أحاديث تقدم أكثرها وفي جميعها ذكر التبسم أو الضحك وأسبابها
مختلفة لكن أكثرها للتعجب وبعضها للإعجاب وبعضها للملاطفة.