بل كان a يبين كيفية تحسين المظهر، مع أنه من أحوال
الناس العادية، قال a:(من كان له شعر فليكرمه)[2]
وعندما جاءه رجل ثائر الرأس واللحية، أشار إليه الرسول ،كأنه يأمره
بإصلاح شعره، ففعل، ثم رجع، فقال النبي a: (أليس هذا خيرا من
أن يأتي أحدكم ثائر الرأس كأنه شيطان؟)[3]
وقد ورد في السنة التنصيص على ما يسمى بـ (خصال الفطرة)، وهي ما تستدعية
الفطرة السليمة من إزالة قاذورات معينة في الجسم، يستقذرها الطبع السليم، قال ابن
تيمية:(وجميع هذه الخصال مقصودها النظافة والطهارة وإزالة ما يجمع الوسخ والدرن من
الشعور والأظفار والجلد)[4]
ولا شك في تأثير مثل تلك القاذورات في تنفير المتلقين من مربيهم، قال ابن
حجر: (ويتعلق بهذه الخصال مصالح دينية ودنيوية تدرك بالتتبع ، منها تحسين الهيئة ،
وتنظيف البدن جملة وتفصيلا ، والاحتياط للطهارتين ، والإحسان إلى المخالط والمقارن
بكف ما يتأذى به من رائحة كريهة ، ومخالفة شعار الكفار من المجوس واليهود والنصارى
وعباد الأوثان ، وامتثال أمر الشارع ، والمحافظة على ما أشار إليه قوله
تعالى:﴿ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ﴾ (غافر:64)، لما في
المحافظة على هذه الخصال من مناسبة ذلك ، وكأنه قيل: قد حسنت صوركم، فلا تشوهوها
بما يقبحها، أو حافظوا على ما يستمر به حسنها ، وفي المحافظة عليها