وقد ورد في السنة في هذا النصوص الكثيرة الدالة على
وجوب مراعاة هذه الناحية، لا على مجرد استحبابها كما ينص أكثر الفقهاء، فعن جابر
بن عبد الله قال: أتانا رسول الله a فرأى رجلا شعثا
قد تفرق شعره، فقال:(أما كان يجد هذا ما يسكن به شعره)[2]، ورأى
رجلا آخر وعليه ثياب وسخة، فقال:(أما كان هذا يجد ماء يغسل به ثوبه)[3]
أما إن كان ميسور الحال، فيستحب له أن تظهر نعمة الله عليه، فعن بعضهم
قال: أتيت النبي a في ثوب دون، فقال: ألك مال؟ قال: نعم قال:
من أي المال؟ قال: قد آتاني الله من الإبل والغنم والخيل والرقيق قال: (فإذا آتاك
الله مالا، فلير أثر نعمة الله عليك وكرامته)[4]
وفي حديث آخر عنه a ود ما هو أكثر من ترغيبا، فقد قال a:(ما أنعم الله على عبد نعمة إلا وهو يحب أن يرى أثرها عليه)[5]
وعندما أساء بعض الصحابة فهم الكبر، فتصوره في المظهر الجمالي الذي فطرت
على الحرص عليه القلوب، نبه a إلى أن منبت الكبر القلب، وليس الصورة
الظاهرة أو ما يكسوها من ثياب، فعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله a:(لا يدخل النار من كان في قلبه مثقال حبة من إيمان، ولا يدخل الجنة من
كان في قلبه مثقال حبة من كبر)فقال رجل: يا رسول الله إني ليعجبني أن يكون ثوبي
غسيلا ورأسي دهينا وشراك نعلي جديدا، وذكر أشياء حتى ذكر علاقة سوطه أفمن الكبر
ذاك يا رسول الله؟ قال: لا ذاك الجمال إن الله جميل يحب