اسم الکتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 105
محيريز، وابن الديلمي، وهانئ بن كلثوم، فجعلنا نتذاكر
ما يكون في آخر الزمان، فضقت ذرعا بما سمعت فقلت لابن الديلمي: يا أبا بشر يودني
أنه لا يولد لي ولد أبدا. فضرب بيده على منكبي وقال:(يا ابن أخي لا تفعل، فإنه
ليست من نسمة كتب الله لها أن تخرج من صلب رجل وهي خارجة إن شاء وإن أبى. قال:(ألا
أدلك على أمر إن أنت أدركته نجاك الله منه، وإن تركت ولدك من بعدك حفظهم الله فيك؟)
قلت: بلى. فتلا علي هذه الآية ﴿ وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ
تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا
اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً﴾ (النساء:9))[1]
بل ورد في السنة ما ينص على هذا، فعن جابر قال: قال
رسول الله a:(إن الله يصلح بصلاح الرجل الصالح ولده
وولد ولده وأهل دويرات حوله، فما يزالون في حفظ الله ما دام فيهم)[2]
وحتى لا يصبح الدين مجرد شعارات فارغة أو محاضرات جافة
أو كتبا تملأ بها الرفوف دون حياة وروح ورد التحذير من أن يكون حظ المؤمن من دينه
لسانه، فيقول ما لا يفعل، ويمارس خلاف ما يدعو إليه، قال تعالى:﴿
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ
اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ وَإِذَا قِيلَ لَهُ
اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْأِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ
وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ﴾ (البقرة:205 ـ 206)
ولهذا ورد التحذير من مخالفة الفعال للأقوال، قال تعالى:﴿ يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتاً
عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ﴾ (الصف:2 ـ 3)، وقال تعالى
زاجرا بني إسرائيل:﴿ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ
أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ﴾ (البقرة:44)