اسم الکتاب : حقوق الأولاد النفسية والصحية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 62
القول الأول: أن الكفارة واجبة، وهي عتق رقبة مؤمنة،
سواء كان الجنين حيا أو ميتا، قال ابن قدامة: (هذا قول أكثر أهل العلم، منهم الحسن،
وعطاء، والزهري، والحكم، ومالك، والشافعي، وإسحاق. قال ابن المنذر: كل من نحفظ عنه
من أهل العلم أوجب على ضارب بطن المرأة تلقي جنينا الرقبة مع الغرة) [1]ومن الأدلة على ذلك:
1 ـ قوله
تعالى:﴿ وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ
﴾(النساء:92)، وقال: ﴿وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ
وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ
مُؤْمِنَةٍ﴾(النساء:92)،وهذا الجنين، إن كان من مؤمنين، أو أحد أبويه، فهو
محكوم بإيمانه تبعا، يرثه ورثته المؤمنون، ولا يرث الكافر منه شيئا، وإن كان من
أهل الذمة، فهو من قوم بيننا وبينهم ميثاق.
2 ـ أنه نفس
مضمون بالدية، فوجبت فيه الرقبة كالكبير.
3 ـ أن ترك
ذكر الكفارة لا يمنع وجوبها، كقوله a: (في النفس
المؤمنة مائة من الإبل)[2]، وذكر الدية في مواضع، ولم يذكر الكفارة.
4 ـ أن النبي
a قضى بدية المقتولة على عاقلة القاتلة، ولم يذكر
كفارة، وهي واجبة.
5 ـ أن الآية أغنت عن ذكر الكفارة في موضع آخر،
فاكتفي بها.
القول الثاني: لا تجب الكفارة، وهو قول أبي حنيفة؛ لأن النبي a لم يوجب الكفارة
حين أوجب الغرة، وهو قول الظاهرية، قال ابن حزم:(لم يأت بإيجاب الكفارة في ذلك نص
عن رسول الله a على العموم، فلا يجوز أن يطلق - على
العموم - القول