اسم الکتاب : حقوق الأولاد النفسية والصحية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 418
الأحاديث السابقة.
ومن المصالح المعتبرة في هذا القول أنه يتيح للمرأة الزواج بعد
فراقها لزوجها، لأنها قد تمتنع منه مع حاجتها إليه خوفا من أن يسلب منها ولدها، فلذلك
إن علمت بأن زواجها لا يضرها وإنما يضرها الزوج الذي ترضاه أو تختاره لنفسها، فإن
هذا يدعوها إلى النظر في زواجها إلى مصلحة ولدها كنظرها إلى مصلحتها.
استحقاق
الزوجة للحضانة بعد الطلاق
اختلف الفقهاء القائلون بسقوط الحضانة عن المرأة بزواجها فيما
لو طلقت من زواجها، هل تعود الحضانة إليها أم لا على قولين:
القول الأول: إن حق الحضانة يعود بطلاق المنكوحة من أجنبي، وهو
قول الجمهور، قال الكاساني:(لو مات عنها زوجها أو أبانها عاد حقها في الحضانة ؛
لأن المانع قد زال فيزول المنع ويعود حقها وتكون هي أولى ممن هي أبعد منها كما
كانت)، ومن الأدلة على ذلك:
1 ـ أن قوله a: (ما لم تنكحي)، للتعليل أي حقك من الحضانة معلل
بنكاحك، فإذا زالت العلة زال المعلول.
2 ـ أن
المقتضي لحقها من الحضانة هو قرابتها الخاصة، وإنما عارضها مانع النكاح لما يوجبه
من إضاعة الطفل، واشتغالها بحقوق الزوج الأجنبـي منه عن مصالحه، ولما فيه من
تغذيته وتربـيته في نعمة غير أقاربه، وعليهم في ذلك منة وغضاضة، فإذا انقطع النكاح
بموت، أو فرقة، زال المانع، والمقتضى قائم، فترتب عليه أثره، وهكذا كل من قام به
من أهل الحضانة مانع منها، ككفر، أو رق، أو فسق، أو بدو، فإنه لا حضانة له، فإن
زالت الموانع، عاد حقهم، فهكذا النكاح والفرقة.
وقد اختلف أصحاب هذا القول في الوقت الذي يعود إليها فيه حقها
على رأيين:
الرأي الأول: يعود حقها فور الطلاق، سواء أكان بائنا أم رجعيا
دون انتظار انتهاء العدة
اسم الکتاب : حقوق الأولاد النفسية والصحية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 418