اسم الکتاب : حقوق الأولاد النفسية والصحية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 363
الجلود. هي النار من باطن وظاهر. هي النار مجسمة حتى لتكاد
تحسها البطون والجلود، وحتى لتكاد تراها العيون، وهي تشوي البطون والجلود)[1]
وقد عبر تعالى بالأكل، والمراد كل أنواع الإتلاف، لأن ضرر اليتيم لا يختلف بكون إتلاف
ماله بأكل أو غيره[2].
وقد ورد في الآثار زيادة تفاصيل لهذا المشهد الذي صوره القرآن
الكريم، قال
السدي:(يبعث آكل مال اليتيم يوم القيامة ولهب النار يخرج من فيه ومن مسامعه وأنفه
وعينيه، يعرفه كل من رآه بأكل مال اليتيم)
وقد فسر a ذلك بقوله:(يبعث يوم القيامة قوم في قبورهم تأجج أفواههم نارا، فقيل من هم يا
رسول الله؟ قال: ألم تر أن الله يقول:﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ
أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً
وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً﴾ (النساء:10))[3]
ومما رآه a في حديث المعراج، قال:(فإذا أنا برجال قد وكل بهم رجال يفكون
لحاهم، وآخرون يجيئون بالصخور من النار فيقذفونها في أفواههم فتخرج من أدبارهم.
فقلت يا جبريل من هؤلاء؟ قال: الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في
بطونهم نارا)[4]
وروى أبو سعيد الخدري قال: حدثنا النبي aعن ليلة أسري به قال:(رأيت قوما لهم
مشافر كمشافر الإبل، وقد وكل بهم من يأخذ بمشافرهم، ثم يجعل في أفواههم صخرا من
نار يخرج من أسافلهم، فقلت:(يا جبريل من هؤلاء)قال:(هم الذين يأكلون أموال اليتامى
ظلما)
وقد كان لهذه النصوص أثرها في نفوس المسلمين، حيث هزتهم هزة
عنيفة ألقت عنها هذه الرواسب. وأشاعت فيها الخوف والتحرج والتقوى والحذر من المساس