وفي الآية إشارة أخرى، قال القرطبي:(ففيه ما يدل على أن الله
تعالى يحفظ الصالح في نفسه وفي ولده وإن بعدوا عنه، وقد روي أن الله تعالى يحفظ
الصالح في سبعة من ذريته؛ وعلى هذا يدل قوله تعالى:﴿ إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ
الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ﴾ (لأعراف:196))[2]
وقد قال ابن
عباس:(إن الله يصلح بصلاح الرجل ولده وولد ولده ويحفظه في ذريته والدويرات حوله،
فما يزالون في ستر من الله وعافية)[3]
بل نص على
ذلك قوله a:(إن الله يصلح بصلاح الرجل الصالح ولده
وولد ولده وأهل دويرات حوله، فما يزالون في حفظ الله ما دام فيهم)[4]
الترهيب الأخروي: وقد ورد في نصوص كثيرة، منها هذا المشهد المرعب الذي
ينص عليه قوله تعالى:﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى
ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً﴾ (النساء:10)
فالآية تخبر أن ما يأكله الأوصياء من أموال اليتامى إنما يأكلون
في الحقيقة نارا تتأجج
في بطونهم يوم القيامة، يقول سيد قطب:(أما اللمسة الثانية، فهي صورة مفزعة:صورة
النار في البطون، وصورة السعير في نهاية المطاف، إن هذا المال نار، وإنهم ليأكلون
هذه النار. وإن مصيرهم لإلى النار فهي النار تشوي البطون وتشوي