اسم الکتاب : حقوق الأولاد النفسية والصحية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 263
بالزعفران أو غيره من الخلوق كما في حديث
عائشة المذكور)[1]
المكلف
بالعقيقة:
اختلف
الفقهاء في المكلف بالعقيقة على الأقوال التالية:
القول الأول: أن العقيقة تطلب من
الأصل الذي تلزمه نفقة المولود بتقدير فقره، فيؤديها من مال نفسه لا من مال
المولود، ولا يفعلها من لا تلزمه النفقة إلا بإذن من تلزمه، وهو قول الشافعية[2]، واستدلوا على ذلك بما يلي:
1 ـ أن الأصل
هو أن المكلف بالإنفاق هو المكلف بالعقيقة.
2 ـ لا يرد
على هذا بأن النبي a قد عق عن الحسن، والحسين، مع أن الذي
تلزمه نفقتهما هو والدهما ؛ لأنه يحتمل أن نفقتهما كانت على الرسول a لا على والديهما، ويحتمل أنه a عق عنهما بإذن أبيهما.
القول الثاني: أنه يتعين الأب إلا أن
يموت أو يمتنع، وهو قول المالكية والحنابلة، باعتباره المكلف بالنفقة في الحالة
العادية.
وقد نص الحنابلة على أنه لا يعق غير أب
إلا إن تعذر بموت أو امتناع، فإن فعلها غير الأب لم تكره ولكنها لا تكون عقيقة،
وإنما عق النبي a عن الحسن والحسين؛ لأنه أولى
بالمؤمنين من أنفسهم. وصرحوا بأنها تسن في حق الأب وإن كان معسرا، ويقترض إن كان
يستطيع الوفاء. قال أحمد:(إذا لم يكن مالكا ما يعق فاستقرض أرجو أن يخلف الله عليه
؛ لأنه أحيا سنة رسول الله a)
القول الثالث: أنها تصح من غير الأب مع
وجوده وعدم امتناعه، وقد رجحه الشوكاني،
[2] ويشترط في المطالب
بالعقيقة عندهم أن يكون موسرا بأن يقدر عليها فاضلة عن مؤنته ومؤنة من تلزمه نفقته
قبل مضي أكثر مدة النفاس وهي ستون يوما، فإن قدر عليها بعد ذلك لم تسن له.
اسم الکتاب : حقوق الأولاد النفسية والصحية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 263