اسم الکتاب : حقوق الأولاد النفسية والصحية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 244
خيف من ذكره باسمه مفسدة، وإلا فينبغي أن
لا يزيد على الاسم[1]
أما أدلة
ذلك، فهي أكثر من أن تحصى، قال النووي:(وقد تظاهرت الأحاديث الصحيحة بما ذكرته.
فأما أصل الكنية فهو أشهر، من أن تذكر فيه أحاديث الآحاد)
فقد كان من
هديه a إطلاق الكنى على أصحابه، فقد كنى صهيباً
بأبـي يحيـى، وكنى علياً بأبـي تراب بجوار بأبـي الحسن، وكانت أحب كنيته إليه.
ويستوي في
استحباب التكنية ـ بالقصد الذي ذكرنا ـ الرجال والنساء، وقد ذكرنا حديث عائشة (يا رسول اللّه! كلُّ صواحبي لهنّ كُنى،
قال: فاكْتَنِي بابْنِكَ عَبْدِ اللّه)، وكان لنسائه a
أيضاً كنى كأم حبـيبة، وأم سلمة.
تكنية
من لا ولد له:
كان من هديه a أنه يكني من لا ولد له، فعن عائشة قالت:
يا رسول اللّه! كلُّ صواحبي لهنّ كُنى، قال: (فاكْتَنِي بابْنِكَ عَبْدِ اللّه)[2]
وعن علقمة عن بن مسعود أن النبي a كناه أبا عبد الرحمن قبل أن يولدله[3].
وقد كان من الصحابة جماعات لهم كنى قبل
أن يُولد لهم، كأبي هريرة، وأنس، وأبي
[1] وقد استدل الفقهاء لجواز
تكنية الكافر من النصوص قوله تعالى:) تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ) (المسد:1)، وقد رد على هذا بأن هذا
كراهة لاسمه حيث أن اسمه هو عبد العزى.
ومن السنة ما
ورد في رواه البخاري ومسلم أن النبي a قال لسعد بن عبادة ألم تسمع إلى ما
قال أبو حباب، يريد عبد الله بن أبي ابن سلول المنافق، وفي الصحيح قوله a:« هذا قبر أبي رغال » وكان
أبو رغال كافرا.
وقد ذكر
العلماء شرط ذلك، وهو أن لا يكون من باب الاحترام، وإنما من باب التعريف إلا إذا
كان في ذلك نوعا من تأليف قلبه.
[2] قال الراوي: يعني عبد
اللّه بن الزبير، وهو ابن أختها أسماء بنت أبي بكر، وكانت عائشةُ تُكَنَّى أُمّ
عبد اللّه، قال النووي:« هذا هو الصحيح المعروف، وأما ما رويناه في كتاب ابن السني
عن عائشة ا قالت: أسقطتُ من النبيّ a سَقْطاً فسمّاه عبد اللّه، وكنّاني بأُمّ عبد اللّه »، فهو
حديث ضعيف ».