وضرب مثالا
على هذا بأسماء الستة المتبارزين يوم بدر كيف اقتضى القدر مطابقة أسمائهم لأحوالهم
يومئذ، فكان الكفار: شيبة، وعتبة، والوليد، ثلاثة أسماء من الضعف، فالوليد له
بداية الضعف، وشيبة له نهاية الضعف، كما قال تعالى:﴿
اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً
ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً ﴾(الروم:54)، وعتبة
من العتب، فدلت أسماؤهم على عتبٍ يحلّ بهم، وضعفٍ ينالهم، وكان أقرانهم من
المسلمين: عليٌّ، وعبـيدة، والحارث ثلاثة أسماء تناسب أوصافهم، وهي العلو، والعبودية،
والسعي الذي هو الحرث فعلوا عليهم بعبوديتهم وسعيهم في حرث الآخرة[2].
ومثل ذلك
اسمه a، قال ابن القيم:(وتأمل كيف اشتق للنبـي a من وصفه اسمان مطابقان لمعناه، وهما أحمد ومحمد، فهو
لكثرة ما فيه من الصفات المحمودة محمد، ولشرفها وفضلها على صفات غيره أحمد، فارتبط
الاسم بالمسمى ارتباط الروح بالجسد، وكذلك تكنيته لأبـي الحكم بن هشام بأبـي جهل
كنية مطابقة لوصفه ومعناه، وهو أحقّ الخلق بهذه الكنية، وكذلك تكنية الله عز وجل
لعبد العزى بأبـي لهب، لما كان مصيره إلى نار ذات لهب، كانت هٰذه الكنية
أليق به وأوفق، وهو بها أحقّ وأخلق)[3]
3
ـ أسماء التزكية:
وهي الأسماء
التي تحل أوصافا مبالغا فيها من الصلاح لمسمياتها، كالتقي، والمتقي، والمطيع،
والطائع، والراضي، والمحسن، والمخلص، والمنيب، والرشيد،