اسم الکتاب : حقوق الأولاد النفسية والصحية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 233
والدرجات، ففرق عظيم بين هذا الذي اختار
تسمية أبيه على تسمية رسول الله a، وبين علي الذي كناه رسول الله a بأبـي تراب بجوار
أبـي الحسن، فكانت أحب كنيته إليه، فعن سهل بن سعد قال:(وكانت أحب، أسماء علي إليه،
وإن كان ليفرح، إن يدعى بها)[1]
زيادة على
هذا، فقد قال تعالى:﴿ وَمَا
كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ
يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ)(الأحزاب:36))، ثم عقب على ذلك بقوله
تعالى:﴿ وَمَنْ
يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً)(الأحزاب:36)
بعد هذا..
فقد اعتبر
العلماء هذه الأسماء التي نهى a عنها، أو طالب بتغييرها نماذج عن الأسماء
المنهي عنها، فلذلك جوزوا القياس في هذا الباب، قال النووي:(قال أصحابنا: يكره
التسمية بهذه الأسماء المذكورة في الحديث وما في معناها ولا تختص الكراهة بها
وحدها وهي كراهة تنزيه لا تحريم)
وانطلاقا من هذا نحاول
حصر علل النهي في العلل التالية:
1
ـ الأسماء الشركية:
كما أن أفضل
الأسماء وأحبها إلى الله تعالى هي التي تحمل طابع العبودية لله مرتبطة بصفته
وأسمائه الحسنى، فإن أبشع الأسماء وأقبحها، وأعظمها حرمة هي الأسماء التي تحمل
معاني الشرك، فتصف الخلق بصفات الخالق.
وقد أشار إلى
هذا النوع من الأسماء قوله تعالى:﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ
وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا
حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ
رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ فَلَمَّا
آتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ
عَمَّا يُشْرِكُونَ)(لأعراف:190)
فمما ورد في
تفسيرها ما نسب إليه a من قوله:(لما ولدت حواء طاف بها إبليس،
وكان لا يعيش لها ولد، فقال: سميه (عبد الحارث)فإنه يعيش، فسمته عبد الحارث