اسم الکتاب : حقوق الأولاد النفسية والصحية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 196
في إطعام
الأطفال، استخدمت الأمهات القوارير، وتلوثت عبوات الألبان فور فتحها، وتسبب ذلك في
انتشار الأمراض، وفي النهاية فشل برنامج المساعدة وتوقف.
وأثناء الحرب
الأهلية بنيكاراجوا، وفي أعقاب زلزال المكسيك، وصلت مساعدات الألبان الصناعية،
وعلى الفور تناقصت معدلات الرضاعة الطبيعية.
إن معونات
الألبان الصناعية تهدد الرضاعة الطبيعية، وتوجد اعتمادا مستمرا عليها من الدول
المحتاجة، وفي النهاية يقع الضرر على المحتاجين بينما ينتفع من ذلك الدول المتبرعة
التي يزداد الطلب والشراء على منتجاتها.
3 ـ أحكام استئجار المرضع
اتفق الفقهاء[1] على جواز استئجار المرضع، بل وقع الإجماع على ذلك،
قال ابن قدامة:( أجمع أهل العلم على جواز استئجار الظئر، وهي: المرضعة)[2]، ومن الأدلة على ذلك:
1 ـ ورود
النص على ذلك في القرآن الكريم، قال تعالى:﴿ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ
أُجُورَهُنَّ)(الطلاق:6)
2 ـ أن النبي
a استرضع لولده إبراهيم.
3 ـ أن
الحاجة تدعو إليه فوق حاجتها إلى غيره، لأن الطفل في العادة إنما يعيش بالرضاع،
وقد يتعذر رضاعه من أمه، فجاز ذلك كالإجارة في سائر المنافع.
وبناء على
هذا اعتبر الفقهاء الرضاع نوعا من أنواع الإجارة، فلذلك خصوه ببعض المسائل التي
تشترك مع الإجارة في أركانها وشروطها وتفاصيلها، وسنذكر أهم المسائل
[1] انظر في مسائل هذا الباب
المراجع التالية: الجصاص: 2/106، المبدع: 5/66، المغني: 5/287، حاشية ابن عابدين:
3/456، المبسوط: 15/118، مختصر اختلاف العلماء: 4/103، المدونة: 11/441.