اسم الکتاب : حقوق الأولاد النفسية والصحية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 172
أراد النبي a التسوية بين الرجال والنساء لقال:(إن الختان سنة
الرجال والنساء )، أو لقال:(الختان سنة)وسكت؟ فإنه عندئذ يكون تشريعاً عاماً ما لم
يقم دليل على خصوصيته ببعض دون بعض. أما وقد فرق بينهما في اللفظ- لو صحت الرواية-
فإن الحكم يكون مختلفاً، وكونه سنة- بالمعنى الأعم لهذه الكلمة ــ يكون في حق
الرجال فحسب. وهذا هو ما فهمه الإمام ابن عبد البر القرطبى حين. عرض بالذين قالوا
إنه (سنة)لاعتمادهم تلك الرواية الضعيفة وبين أن الإجماع منعقد على ختان الرجال.
الحديث الثاني: أن النبي a
قال لأم عطية وكانت خافضة:(يا أم عطية أشمي ولا تنهكي، فإنه أسرى للوجه وأحظى عند
الزوج)
وهذا الحديث
أشهر أحاديث ختان الإناث وقد تعرض للنقد التالي:
السند: هذا
الحديث رواه الحكم والبيهقي وأبو داوود بألفاظ متقاربة، وكلهم رووه بأسانيد ضعيفة
كما بين ذلك الحافظ زين الدين العراقي في تعليقه على إحياء علوم الدين للغزالي[1].
وقد عقب أبو
داوود على هذا الحديث بقوله:(روي عن عبيد الله بن عمرو عن عبد الملك بمعناه
وإسناده. وليس هو بالقوي، وقد روي مرسلاً... وهذا الحديث ضعيف)[2]
وقد جمع بعض
المعاصرين طرق هذا الحديت، وكلها طرق ضعيفة لا تقوم بها حجة[3] حتى قال العلامة محمد الصباغ في رسالته عن ختان الإناث:(فانظر رعاك
[3] قال ابن حجر: رواه الحاكم
في المستدرك من طريق عبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي أسيد، عن عبد الملك بن عمير،
ورواه الطبراني وأبو نعيم في المعرفة، والبيهقي من هذا الوجه، عن عبيد الله بن
عمرو قال: حدثني رجل من أهل الكوفة، عن عبد الملك بن عمير به، وقال المفضل العلائي:
سألت ابن معين عن هذا الحديث فقال: الضحاك بن قيس هذا ليس بالفهري، قلت: أورده
الحاكم، وأبو نعيم في ترجمة الفهري، وقد اختلف فيه على عبد الملك بن عمير، فقيل
عنه كذا، وقيل: عنه عن عطية القرظي، قال: كانت بالمدينة خافضة يقال لها: أم عطية،
فذكره، رواه أبو نعيم في المعرفة، وقيل: عنه، عن أم عطية، رواه أبو داود في السنن،
وأعله بمحمد بن حسان، فقال: إنه مجهول ضعيف، وتبعه ابن عدي في تجهيله والبيهقي،
وخالفهم عبد الغني بن سعيد فقال: هو محمد بن سعيد المصلوب، وأورد هذا الحديث من
طريقه في ترجمته من إيضاح الشك، وله طريقان آخران، رواه ابن عدي من حديث سالم بن
عبد الله بن عمر » .
اسم الکتاب : حقوق الأولاد النفسية والصحية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 172