اسم الکتاب : عقد الزواج وشروطه المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 123
اتفق الفقهاء على أن ارتضاع الطفل، وهو
دون الحولين يؤثر في التحريم، واختلفوا فيما زاد على الحولين على
الأقوال التالية:
القول الأول: أن مدة الرضاع المؤثر في التحريم حولان، فلا
يحرم بعد الحولين، وهو قول ابن شبرمة، وسفيان
الثوري،
والشافعي، وأبي يوسف، ومحمد
بن الحسن، وأبي سليمان، ورواه ابن وهب عن مالك، وهو
قول الإمامية، واستدلوا على ذلك بما يلي:
1.
قوله تعالى: ﴿ وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ
حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ﴾(البقرة: 233) ووجه الاستدلال
بالآية أن الله تعالى جعل الحولين الكاملين تمام الرضاعة، وليس وراء تمام الرضاعة شيء، ومثله قوله تعالى: ﴿ وَفِصَالُهُ
فِي عَامَيْنِ ﴾(لقمان: 14) وقوله تعالى: ﴿ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا
﴾(الأحقاف: 15)
وأقل الحمل ستة أشهر، فتبقى
مدة الفصال حولين.
[1] قال في
الدراية: رواه الدار قطنى من حديث ابن عباس، وأخرجه ابن إن الهيثم بن جميل نفرد
برفعه عن ابن عيينة إن أصحاب ابن عيينة وقفوه، وهو الصواب، وكذلك أخرجه ابن أبي
شيبة وعبدالرزاق وسعيد بن منصور، وأخرجه ابن أبي شيبة موقوفا عن على وابن مسعود،
انظر: الدراية: 2/68، وقال ابن الجوزي: قال الدارقطني لم يسنده عن ابن عيينة من
الهيثم وهو ثقة حافظ، التحقيق في أحاديث الخلاف: 2/305، وانظر: الدارقطني: 4/174،
سنن سعيد بن منصور: 1/278، مصنف ابن أبي شيبة: 3/550، مصنف عبد الرزاق: 7/465،
تلخيص الحبير: 4/4.
اسم الکتاب : عقد الزواج وشروطه المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 123