اسم الکتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 94
الحارث
التيمي قال لما توفي رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم أذن
بلال ورسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم لم يقبر فكان إذا قال: أشهد
أن محمدا رسول الله، انتحب الناس في المسجد، فلما دفن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
قال له أبو بكر: أذن، فقال: إن كنت إنما أعتقتني لأكون معك
فسبيل ذلك، وإن كنت أعتقتني لله فخلني ومن أعتقتني له، فقال: ما أعتقتك إلا لله،
قال: فإني لا أؤذن لأحد بعد رسول اللهa، قال: فذلك إليك، فأقام حتى
خرجت بعوث الشام، فسار معهم حتى انتهى إليها[1].
وروي
أنه (رأى في منامه النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم وهو يقول له: ما هذه الجفوة
يا بلال! أما آن لك أن تزورني يا بلال!.. فانتبه حزيناً وجلاً خائفاً، فركب راحلته
وقصد المدينة فأتى قبر النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم فجعل يبكي عنده ويمرغ وجهه
عليه، فأقبل الحسن والحسين، فجعل يضمهما ويقبلهما، فقالا له: يا بلال نشتهي نسمع
أذانك الذي كنت تؤذن به لرسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم في
السحر؛ ففعل، فعلا سطح المسجد، فوقف موقفه الذي كان يقف فيه، فلما أن قال: الله
أكبر، الله أكبر ارتجت المدينة، فلما أن قال: أشهد أن لا إله طح المسجد، فوقف
موقفه الذي كان يقف فيه، فلما أن قال: الله أكبر، الله أكبر ارتجت المدينة، فلما
أن قال: أشهد أن لا إله إلا الله ازداد رجتها فلما أن قال: أشهد أن محمداً رسول
الله خرج العواتق من خدورهن، وقالوا: أبعث رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم!؟ فما رئي يوم أكثر باكياً
ولا باكيةً بالمدينة بعد رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم من ذلك
اليوم[2].
ولم
يكن بلال من أولئك الذين اعتزلوا، وفروا بدينهم فقط، وإنما كان يجاهر