responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 93

المسجد فإذا رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم قاعد في المسجد، فسلّمت عليه فقال: (ما فعل ما قبلك؟) قلت: قد قضى الله كلّ شيء كان على رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم فلم يبق شيء، قال: (أفضل شيء؟) قلت: نعم، قال: (انظر أن تريحني منه، فإنّي لست بداخل على أحد من أهلي حتّى تريحني منه)، فلمّا صلّى رسول الله a العتمة دعاني فقال: (ما فعل الّذي قبلك؟) قلت: هو معي لم يأتنا أحد، فبات رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم في المسجد وقصّ الحديث، حتّى إذا صلّى العتمة يعني من الغد دعاني قال: (ما فعل الّذي قبلك؟) قال: قلت: قد أراحك الله منه يا رسول الله، فكبّر وحمد الله شفقا من أن يدركه الموت وعنده ذلك) [1]وفوق هذا، فقد كانت علاقة بلال برسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم أكبر بكثير من تلك الصورة التي ذكرها المحدثون، وقد قال فيه الإمام الصادق: (رحم الله بلالاً فإنه كان يحبنا أهل البيت) [2]ومن الروايات الدالة على تلك العلاقة ما ورد في الرواية أنه (بينما كان النبي صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم والناس في المسجد ينتظرون بلالاً أن يأتي فيؤذن إذ أتى بعد زمان، فقال له النبي صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم: ما حبسك يا بلال؟، فقال: إني اجتزت بفاطمة وهي تطحن واضعة ابنها الحسن عند الرحى وهي تبكي، فقلت لها: أيما أحب إليك: إن شئت كفيتك ابنك، وإن شئت كفيتك الرحى؟ فقالت: أنا أرفق بابني، فأخذت الرحى فطحنت، فذاك الذي حبسني، فقال النبي صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم: (رحمتها، رحمك الله)[3]

ولهذا لم يطق البقاء في المدينة بعد وفاة رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم، وقد حدث إبراهيم بن


[1] رواه أبو داود (3055)

[2] المفيد، الاختصاص: ص 83.

[3] مختصر تاريخ دمشق، ج 5، ص 1.

اسم الکتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 93
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست