اسم الکتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 74
أما
السابق بالخيرات فمن مضى على عهد رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، شهد له رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
بالحياة والرزق، وأما المقتصد فمن اتبع أثره من أصحابه حتى
لحق به، وأما الظالم لنفسه فمثلي ومثلكم) [1]
وكيف
لا تقرؤونها بمثل تلك القراءة، وقد كنتم تسمعون رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم يذكر لكم كل حين أن جيلكم الذي
تشرف بصحبته كغيره من الأجيال، لا ضمانه له بأن يبقى ملتزما، فالنجاح في الاختبار
الإلهي هو الذي يحدد مصير كل إنسان، وما دام حيا، فهو عرضة للنجاح والسقوط، وقد روي
أن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم قال لشهداء أحد: (هؤلاء أشهد
عليهم)، فقال أبو بكر: ألسنا يا رسول الله بإخوانهم، أسلمنا كما أسلموا، وجاهدنا
كما جاهدوا، فقال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (بلى، ولكن لا أدري ما تحدثون بعدي)[2] وفي حديث آخر أن النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم قام على
أهل البقيع، فقال: (السلام عليكم يا أهل القبور من المؤمنين والمسلمين، لو تعلمون ما
نجاكم الله منه مما هو كائن بعدكم)، ثم نظر إلى أصحابه، فقال: هؤلاء خير منكم.
قالوا: يا رسول الله، وما يجعلهم خيراً منا؟ قد أسلمنا كما أسلموا وهاجرنا كما هاجروا،
وأنفقنا كما أنفقوا، فما يجعلهم خيراً منا؟ فقال a: (إن هؤلاء مضوا لم يأكلوا من
أجورهم شيئا، وشهدت عليهم. وإنكم قد أكلتم من أجوركم بعدهم، ولا أدري كيف تفعلون
بعدي)[3]
وهكذا
كنتم تسمعون الأحاديث الكثيرة التي تحذر من الفتن، وتخبر أنها قريبة