responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 72

رسالة إلى الأصحاب الأوفياء

سادتي يا أصحاب رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم.. يا من امتلأتم بالوفاء، ولم تنقضوا العقود، ولم تنكثوا العهود، بل حافظتم عليها، وضحيتم في سبيلها إلى أن توفاكم الله بعد أن ذقتم كل ألوان البلاء.

لقد كنتم تدركون جيدا أن صحبة رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم، وإن كانت شريفة مقدسة إلا أن مسؤولياتها لا تقل عن شرفها.. ذلك أن كل من صحب رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم، وأعطى المثال السيء عنه، يكون مثل ذلك التلميذ الفاشل الذي يشوه أستاذه.

لذلك كنتم تحرصون كل حين على مراقبة أنفسكم، حتى لا تشوهوا نبيكم، ولا القيم العظيمة التي رباكم عليها.

وقد كنتم تذكرون كل حين أن رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم ترككم على عهود عظيمة، وأن أساس علاقتكم به حرصكم على تنفيذها بدقة، حتى لا يصدق فيكم ما صدق على أصحاب الأنبياء الذين خانوا الصحبة، ونقضوا العهود، كما قال تعالى بعد ذكره للرسل عليهم الصلاة والسلام: ﴿ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ﴾ [البقرة: 253]

وقال بعد أن أثنى على مجموعة من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا (58) فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا﴾ [مريم:

اسم الکتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 72
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست